ثقافة الانتخابات

18-03-2019
إيمان عبد الله آل علي

الإمارات مقبلة على تشكيل جديد للمجلس الوطني الاتحادي، خلال العام الجاري، بانتخاب أعضاء جدد، ويعيّن أصحاب السموّ حكام الإمارات أعضاء آخرين، وهذا يستدعي تعزيز ثقافة الانتخابات في المجتمع، ليعي الناخبون أهمية مشاركتهم في العملية الانتخابية.
مشاركة الناخبين في الدورات الأولى والثانية والثالثة، لم تكن مرضية، أما الدورة الأخيرة، فشهدت إقبالاً أفضل، في ظل زيادة جرعة التوعية، ويبقى المجتمع الإماراتي بحاجة إلى برامج متنوعة، ونشر تلك الثقافة في أوساط المجتمع المختلفة، وحفز المجتمعين المدرسي والجامعي، على نقل تلك الثقافة إلى منازلهم، كي لا يتكرر المشهد في الانتخابات المرتقبة.
المتتبع لتجربة انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، بداية من عام 2006، وصولاً إلى الانتخابات الأخيرة 2015، يشهد النقلة النوعية في أعداد من يحق لهم الانتخاب، فقد بلغ عدد المواطنين في الانتخابات الأولى 6595 مواطناً، وزاد هذا العدد في انتخابات 2011 إلى 135.308 مواطنين، حتى وصل العدد إلى 224.281 مواطناً في انتخابات 2015، فالبرنامج التدريجي للتمكين السياسي مستمر.
مع زيادة عدد أعضاء الهيئات الانتخابية، وتنوع الشرائح العمرية والاجتماعية المشاركة فيها، يتوقع زيادة المشاركة، والحرص على إدلاء الناخبين بأصواتهم، واستعداد المرشحين بطرح برامج انتخابية واقعية، ليتمكنوا من اختيار العضو القادر على التحسين، ولا بدّ من التواصل الحقيقي بين الناخب والمرشح أثناء العملية الانتخابية.
الواقع، أن اللجنة الوطنية للانتخابات بدأت اجتماعاتها، وتعمل على تطوير الأنظمة الذكية للانتخابات، وتواصل مسيرة إنجازات الدورات الانتخابية الثلاث السابقة، فضلاً عن مناقشة جميع التفاصيل المرتبطة بالعملية الانتخابية لضمان نجاحها وخروجها بالشكل الأمثل، ونأمل بإقبال أكبر من أفراد المجتمع على دعم التمكين السياسي بالدولة، فنجاح ذلك يعتمد على الجميع ولا يقتصر على اللجنة فقط.
البرامج التوعوية يجب ألا تقتصر على موسم الانتخابات، ولا بدّ من إدخال التجربة البرلمانية الإماراتية في المناهج الدراسية، والتعرف إلى الأنظمة الانتخابية، فضلاً عن تكثيف صناعة المحتوى المرئي الذي يتضمن مواد إعلامية للتشجيع على أداء الواجب الوطني، لتكون انتخابات 2019 مختلفة ومتميزة، ممتلئة بالتفاعل وحماسة المشاركة، فمن سيصلون إلى قبة المجلس، هم أبناء هذا الوطن، وضمائر شرائحه كافة، وأصواتهم إلى المعنيين.
حتى وإن كانت ثقافة الانتخاب جديدة في الإمارات، قياساً لدول وشعوب أخرى، فإنها تتطور مع كل دورة، وعلى الناخب التحرك وتلبية النداء الوطني.

Eman.editor@hotmail.com