انتخابات انتصار لمبدأ الفصل قراءة بين السطور

17-03-2019

سعود السمكة

معظم أعضاء مجلس الأمة الحالي فاسدون ومعادون لمصالح الأمة، بدليل أنهم تركوا عملية التشريع والرقابة واختزلوا أعمال مؤسسة مجلس الأمة- التي هي كما يفترض تمثل آمال الأمة – بأداة الاستجواب وأنهكوها وعزلوا عنها جوهر معناها ومرادها ومقاصدها وجعلوها أداة للابتزاز والعدوانية، إما أن تراعيني في فسادي وتتحمل أوزاري وآثامي وأوساخي التي أطلبها منك أيها الوزير وتنصاع لي في تخريب البلد والذهاب به الى الهاوية، لنستنزف موارده، وندوس على قوانينه، ونخلع عن الدستور مضامينه الأخلاقية، ونجعل من هذه المؤسسة مكاناً للفساد وتخريب الضمائر، بعد أن صنعت منها القامات الكويتية السابقة عرينا للأمانة والإخلاص وإنكار الذات، وإما أن أشهر في وجهك سلاح الاستجواب. اليوم يتركون أخطر ملف يتحدث عنه أهل الكويت، وهو ملف تزوير الجناسي والمزورين الذين يسرحون ويمرحون من خلال جناسي مزورة، ليشكلوا الخطر الأكبر على الأمن العام ومستقبل الأجيال القادمة، ولا يقتربون من هذا الملف الخطير لأنهم يستفيدون منه في الانتخابات، بل ان الكثير من النواب السابقين واللاحقين لهم يد في صناعته والاستفادة منه، كونه يحمل في داخله مجتمعا انتخابيا فاسدا يدفع بهؤلاء، نواب الفساد.
ولو أن الدولة نجحت في تفريغ هذا الملف وتنظيفه وتطهيره لتساقط هؤلاء النواب الفاسدون كما يتساقط الذباب، حين يرش بسائل الابادة، ولعادت مؤسسة مجلس الأمة لعصرها الذهبي قبل أن يدنسها نواب الفساد، منذ أن تسيدت المعارضة المضروبة قاعة هذه المؤسسة، وسوف تعود لها عافيتها التي عانت الأمرين من هذا النوع من نواب الفساد.
لقد جعلوا من البرلمان أداة لطرد كل مخلص يريد أن يطور وينمي بلده. يريدون أن يفسدوا كل الضمائر، ليصلوا بالبلد إلى “دار بور” من خلال تهديد وارهاب كل عنصر لديه ضمير واعد للإصلاح، لقد بدأت ثقافة الترصد والعدوانية منذ ان ابتدعها ذلك النائب صاحب الضمير الخرب من خلال الصوت العالي وتدني الأخلاق في إرهاب الوزراء الذين لديهم توجه إصلاحي، وسار عليها الآخرون كثقافة ابتزازية تدر عليهم المنافع، وهذا هو المطلوب تحقيقه، أما الوطن ومصلحة الوطن فإلى الجحيم لدى هؤلاء النواب!
اليوم يتربصون بوزير التجارة خالد الروضان، وهو أحد الشباب الواعد الذي تشهد له مثابراته واهتماماته ومتابعاته لأدق التفاصيل في عمله، والذي يفترض عند هؤلاء النواب، لو كانوا جادين في تشجيع هذا النوع من الشباب الواعد لوقفوا الى جانبه، ولشدوا من أزره، لكن الربع يتلبسهم شيطان الذاتية، ولا يعنيهم نوع الاداء، للأسف الشديد.
دبوس: جرت العادة أن الانتخابات التكميلية لمجلس الأمة لا تحدث إلا أثر استقالة نائب أو وفاة آخر، إلا هذه الانتخابات التكميلية جرت إثر حكم محكمة التمييز بتجريم نائبين ارتكبا جريمة اقتحام مجلس الأمة كجزء من مخطط مشروع انقلابي للنظام القائم على الشرعية الدستورية، وهي المرة الأولى التي تجرى فيها انتخابات تكميلية لهذا السبب في تاريخ مجلس الأمة.
لهذا السبب نقول: مهما كانت نتائج هذه الانتخابات فإنها تبقى انتصاراً واحتراما لمبدأ فصل السلطات، وافتخارا بحكم القضاء الكويتي العادل، وهزيمة فاضحة وسواد وجه لمن خلت مقاعدهم.
وردة : 4101 وردة حرة صوتت للشاب الدكتور هشام الصالح، وهو رقم يؤكد شعبية هذا الشاب الذي يحظى بقبول جميع المكونات، ويترك انطباعا بالتفاؤل، وهو لاشك أهل له، وفي الانتخابات المقبلة سوف يكون على رأس القائمة الفائزة بإذنه تعالى، فالكويت كم هي بحاجة لهذه الخامة الواعية النظيفة من الشباب الذين لم تتلون بداء الطائفية.
مبروك مقدما يا هشام في الانتخابات المقبلة لتتزين الكويت وتفخر بأمثالكم.