القدر يخطف ابتسامة سليمان سعيد القلاف لرحمته شفافيات

17-03-2019

د. حمود الحطاب

الشيخ سليمان سعيد القلاف صاحب الابتسامة الدائمة والشفافية الروحانية يغادرنا، ومن دون مقدمات، الى رحمة الله تعالى ورضوانه، وجنات عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
عرفت الشيخ سليمان سعيد القلاف رياضيا في نادي الكويت الرياضي في ستينات القرن الماضي؛ كان ناشئا في الفريق الثاني لنادي الكويت، وعرفته في الشامية، كنت أراه في النادي وأراه في الشامية، ومن دون لقاء بيننا، وتدور الأيام وتشرق الصحوة الدينية الإسلامية على الكويت في سبعينات القرن الماضي، حين قدمت الى الكويت نخبة من العلماء والدعاة البارزين مثل الشيخ حسن طونون، رحمه الله، والعالم الجليل الداعية الفقيه الشيخ حسن أيوب، والشيخ الجليل عبدالرحمن عبدالخالق، وتنسم علينا هواء الصحوة بنسيمه العليل، فايقظ فينا روح الإيمان والعلم، والمسؤولية وحب الخير وحب العمل الصالح، وتزدهر المساجد بالمحاضرات والندوات، وتغص بالمصلين في العبادات وفي قيام الليل في رمضان؛ وتجمعنا الأخوة الدينية الإسلامية مع الصالحين في نخبة تربوية ثقافية علمية، وتعرفنا الى العلماء والمفكرين، أمثال الشيخ حسن ايوب، والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق والشيخ طونون.
خلال هذه اللقاءات التقيت بالأخ المرحوم الشيخ سليمان سعيد القلاف الذي تغلب على الكثير من الصعوبات التي واجهته في سبيل التوجه نحو التيار الجديد، ويظل ابوعبدالرحمن صامدا قويا لا تفارقه الابتسامة والمداعبات لأصدقائه، والروح الحلوة النادرة التي يتمتع بها رحمه الله تعالى.
الشيخ سليمان سعيد القلاف تعلق قلبه بالعلم وتتبع العلماء، في حله وترحاله، وكون لنفسه مكتبة اسلامية وثقافية كبيرة في منزله، وجعل مجلسه فيها وسط تلك الكتب، وكان رحمه الله كثير السفر للعمرة والحج، والى زيارة المدينة المنورة، وهو يعشق السفر البري مع اصدقائه المقربين، وما كنت تراه بين أصدقائه الا مدللا لهم كريما معهم، يبادرهم بالمساعدة ويتحمل عنهم الأعباء.
كان الشيخ سليمان سعيد القلاف حكيما مفكرا ناصحا بارا بكل من حوله، وكان يحسن انتقاء مواضيع النصيحة ووقتها وقدرها، ولم يكن يثقل على أحد فيها، ومن هنا كان الجميع متقبلا له ولنصائحه وتوجيهاته، وكان حاضر الذهن والبديهة، سريع التعليق على المواقف الطريفة بلطف وجميل أداء. ولو حسبت أن البشرية كلها أصبحت تعاديك فإنك ستكون مطمئنا الى أن الشيخ سليمان القلاف سوف تجده يحبك، ويتبسم في وجهك وينصحك بلين ومودة.
لم ير الشيخ الا رائحا غاديا للمساجد، وحلقات العلم، والسفر لمكة والمدينة، فقد قضى كل حياته الطيبة سعيدا كما اسمه، في تلك الدائرة الصالحة التي يحتاج الدخول فيها الى هداية الله وحبه لعبده.
لقد فقدنا أبا عبدالرحمن سليمان القلاف لأن ربه أراده الى جانبه، وكأن سحابة قاتمة أظلتنا بعد فراقه.
لك من الله الرحمة والمغفرة والجنان يا أبا عبدالرحمن، ولأهلك ومحبيك الصبر والسلوان، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا صاحب القلب الطيب والابتسامة الدائمة لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كاتب كويتي