المجتمع النرجسي: “صَقعْ فناجيل بْلَيَّا قَهَاوِي” حوارات

17-03-2019

د. خالد عايد الجنفاوي

يشير المثل العربي الاصيل: “صَقعْ فناجيل بْلَيَّا قَهَاوِي” إلى غلبة الضجيج والجلبة والاصوات العالية في اإحدى البيئات الانسانية المتوترة، دون أن يُثمر ذلك الضجيج الفارغ عن نتائج فعلية وملموسة تحقق المصالح العامة، وبالطبع، فعندما يغلب الصوت العالي والضجيج والازمات المفتعلة والتمثيل والخداع، وما يرافقها من شقلبات لفظية في إحدى البيئات النرجسية، فسوف يغلب عليها أيضاً النفاق والتملق واستبدال الحق بالباطل، وستطغى عليها سلوكيات اللف والدوران و”الشو” الاعلامي المصطنع والمظاهر الخادعة و”الكاريزما” المزيفة، وستفيض البيئة النرجسية بالكذب وبالنصب وبالاحتيال وباستغلال الآخرين، وبدغدغة مشاعر عامة الناس للصعود على أكتافهم بشكل أناني، بهدف تحقيق المصالح الشخصية الضيقة.
ومن بعض صفات المجتمع النرجسي التي تزيد فيه حدة أصوات صقع الفناجين بلا قهوة ما يلي:
– تزيد مظاهر الهياط في المجتمع النرجسي وذلك بسبب غلبة السلوكيات المزيفة فيه.
-تستبدل عبادة الابطال في المجتمع النرجسي بعبادة “المهايطين”، والمهرجين، والتافهين، وبخاصة الرُّوَيْبضة.
-يزيد الانغلاق الفكري، والتعصب العرقي والطائفي والفئوي والنخبوي الاقصائي في المجتمع النرجسي.
-تتفاقم الاثارة الاعلامية المصطنعة وتتصف بغلبة التطبيل وبتشويه الحقائق وبتضخيم الكاريزما المتورمة.
-يستضعف صوت العقل والمنطق، و يصبح الانسان العقلاني في المجتمع النرجسي ألد أعداء النرجسين المتقوقعين على ذواتهم المشوشة.
-يرفع شأن التافهين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لأنّ تفاهة التفكير والسماجة تصبح صفات يسعى إلى اكتسابها والتمتع بها من فشلوا في عيش حياة إنسانية بناءة ومتكاملة.
-يميل البعض الكثير في المجتمع النرجسي إلى النزاع والصراع والتلاسن، والتعارك فيما بينهم لأسباب نرجسية، لا قيمة لها وفقاً لموازين العقل والرزانة، وضرورة احترام الانسان لكرامته الفطرية.
-بالاضافة إلى هوس صقع الفناجين بلا قهوة في المجتمع النرجسي، تتفاقم أيضاً ظاهرة الضرب المتواصل على طبول التملق والتزلف والتسلق الاجتماعي.
-يزيد صمت العقلاء، وأهل الآراء السديدة وذلك بسبب عدم رغبتهم في محادثة من إذا تكلموا معه سفّههم، ومن إذا تناقشوا معه أفحمهم حمقه منقطع النظير.
-يقل الايثار وتزيد الاثرة في المجتمع النرجسي.
كاتب كويتي