إدمان وسائل التواصل الاجتماعي

17-03-2019
تجري طبيبة نفسية من جامعة كاليفورنيا (سان دييجو) دراسة رائدة في محاولة لاستكشاف إذا ما كانت وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر في عقول الشباب في مرحلة المراهقة بنفس قدر تأثير القنب (الحشيش).

وتقول الدكتورة كارا باجوت، المتخصصة في مجال الأمراض النفسية للأطفال «لا يعتبر الأطباء النفسيون الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، سلوك إدمان»، مضيفة: «إذا أظهر ذلك تغييرات مماثلة في تفعيل دائرة المكافأة في الدماغ، حينئذ يمكننا تطوير نموذج علاج».

وفحص باحثون آخرون كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في هؤلاء الشباب، بغض النظر عما إذا كان ذلك التأثير للأفضل أو للأسوأ. ولكن الدراسة التي قامت بها باجوت، هي الأولى التي تقارن بين وسائل التواصل الاجتماعي والقنب.

وتقول باجوت: «هناك بالفعل دراسات تظهر أن تأثير ألعاب الفيديو، وألعاب الكمبيوتر، ووسائل التواصل الاجتماعي، والاستخدام المتزايد للتكنولوجيا مرتبط بنتائج ضعيفة على الصحة البدنية والعقلية وخوض المخاطر... يجب أن يكون لدينا المزيد من النقاشات حول كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مسؤول».

وتؤكد باجوت أنها ليس لديها تحيز ضد وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها قلقة بشأن تأثير الوسائط الإلكترونية على الأطفال. ولكونها أماً لطفلين يبلغان من العمر 5 أعوام ونحو 3 أعوام، فهي تحد مما يمكن أن يشاهداه عندما يتعلق الأمر بمقاطع الفيديو والتلفزيون، ومتى يمكنهما ذلك.

وفي الولايات المتحدة، من المستحيل فعلياً عمل فقاعة خالية من وسائل التواصل الاجتماعي حول الشباب في سن المراهقة. وفي استطلاع رأي أجراه «مركز بيو للأبحاث» في عام 2018، قال 95 بالمئة من المشاركين إنهم يملكون هاتفا ذكيا، وهو الجهاز الأكثر استخداما في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي. وقال 89 بالمئة إنهم كانوا متصلين بالإنترنت «بشكل شبه دائم» أو «عدة مرات في اليوم».

ولاحظ الباحثون أنه في نفس الوقت الذي ارتفع فيه حجم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين هؤلاء، فقد تأخر حصولهم على رخص قيادة. كما انخفضت معدلات تناول الكحوليات وتدخين السجائر، وتعاطي المخدرات غير المشروعة، دون السن القانونية.

ومع ذلك، تربط الدراسات أيضا بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والاكتئاب والأرق والصور السلبية.

وتعتبر الدراسة التي أجرتها باجوت جزءاً صغيراً من «مبادرة تنمية إدراك عقول البالغين» التي يصل المبلغ المرصود لها إلى 300 مليون دولار، وهي تعمل على تتبع نحو 12 ألف طفل على مدار 10 سنوات.

(وكالة الأنباء الألمانية)