مسؤولية وطنية شاملة

17-03-2019
ابن الديرة

مر يوم الطفل الإماراتي، في خضم الزخم الكبير المستحق للأولمبياد الخاص، وبين المناسبتين العزيزتين تداخل واضح، ففي الأولمبياد الخاص، اهتمام أمثل بالطفولة والأطفال، كما أن في احتفائنا بالطفل الإماراتي، فرصة ثمينة لنشر الوعي الخاص بالطفل من جميع الجوانب، سواء الصحة أو التعليم أو المجتمع، وليس من داعٍ، بطبيعة الحال، لترديد ما يقال عادة كمقدمات أو محطات استهلال واستقبال لمثل هذه المناسبات، كالتركيز على أهمية الحدث، أو أن الأطفال هم رجال ونساء المستقبل، أو أننا نعدّهم الآن للمستقبل، لكن التفاتة «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، جديرة بالتوقف عندها نظراً للأهمية القصوى. لقد دعت سموها قبل حلول المناسبة بمدة، منتسبة إلى احتفال كل مؤسسات الإمارات بالطفولة والأطفال، كل في ما يخصه، وتشتمل هذه الدعوة الكريمة على وعي راسخ، تكرس منذ غرس القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن الأطفال، ثم بالتالي اليافعين والشباب، ليسوا محل اختصاص مؤسسة وطنية واحدة أو جهة بعينها. كل الوزارات والهيئات الاتحادية وكذلك الجهات والدوائر الحكومية مسؤولة. هذه مسؤولية وطنية شاملة وكاملة، فنحن أمام فئة عمرية، يجب أن تكون موضع اهتمام ورعاية ومتابعة كل المؤسسات، بدءاً من مؤسسة الأسرة، مع التأكيد على أنه: إذا صلح الطفل صلح المواطن باعتبار ما سيكون، وإذا صلح المواطن صلحت الأسرة، وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع. ليس تبسيطاً لكن هذا هو واقع الحال، والحال أن المؤسسة الوطنية الإماراتية، مدعوة إلى وضع الطفل الإماراتي في واجهة برامجها ومشاريعها.

لا تعني هذه الإشارة أن الاهتمام الراهن أقل مما يجب مثلاً، لكن من المطلوب، كأولوية أولى، مزيد من الشفافية الخاصة بهذه القضية الأساسية. نريد معرفة أرقام ونسب وإحصائيات، فالأكيد هناك ما يبنى عليه، نتيجة الاشتغال الكبير طوال السنوات والعقود السابقة، خصوصاً الجهود المتعاظمة التي بذلتها وتبذلها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي وضعت أسساً قوية لبيت إمارتي ينصف المرأة والطفل.

السؤال الذي يلي في حضرة مناسبة يوم الطفل الإماراتي: هل وصل كلام وفعل الاحتفالية إلى الطفل الإماراتي نفسه؟ هل وعته البيوت والأسر؟ هل توقف عنده المعلمون والإدارات المدرسية؟ أبعد من ذلك، هل توقف عنده المجتمع بالقدر الواجب، وكذلك مؤسسات المجتمع بشكل عام، وعلى رأسها وسائل الإعلام تقليدية وجديدة؟.

القصد أن يوم الطفل الإماراتي عنوان مهم وضروري، عنوان لما كان ولما هو كائن ولما يكون، ومرجوّ أن يكون، كلما أطل، عبر السنوات، محطة مراجعة وقراءة وإعادة قراءة، بحيث لا يحصر ذلك في زمن المناسبة الضيقة، فكل يوم هو يوم الطفل يقيناً، وعلينا الالتفات إلى قضية أو قضايا الطفل الإماراتي في كل يوم.

ولا يستوي القصد إلاّ بالقصد الذي يليه: لا بد من التنسيق نحو تحقيق الاتساق، فللمؤسسات، على الصعيد اليومي، أن تعمل كل على حدة، لكن لا مفر، نحو النتيجة الأفضل، حيث إننا نعد لمستقبل الإمارات الواحد، من العمل، على الصعيد الإستراتيجي، معاً.

ebnaldeera@gmail.com