كوميديا القانون الدولي

16-03-2019
عبداللطيف الزبيدي

هل فاتتك آخر طرفة؟ فطن لبيب مثل شخصك لا تفوته. لكن قبل البدء: الأمم المتحدة نظيرة الجامعة العربية، فكّر مليّاً: عدمهما أحسن من وجودهما؟ أم وجودهما أسوأ من عدمهما؟ العاقل لا يكون شكسبيريّا يجعل دماغه يدور كالخذروف: «تكونان أم لا تكونان، هذه هي المسألة».
أكبر نعمة في حياة الشعوب، هي العيش في حماية القانون داخلياً وخارجياً. مع العلم أن الأمنين رضابان محال أن تترشفهما البشرية جمعاء معاً. القصة التي باتت لنا ألف غصة، هي في الحقيقة ملهاة من طراز نادر، لا يوجد إلا حيث عليك نسيان القانون الدولي، أمّا القيم الإنسانية فقل«انسَ النيّة». السيناتور ليندسي جراهام أعلن في الأرض المحتلة، بكل بساطة، على بلاطة، كمن يشتري كيلو بطاطة، أنه عندما يعود إلى واشنطن، سيطلب من الرئيس ترامب أن يعترف بالجولان جزءاً لا يتجزّأ من «إسرائيل». حين عاد إلى الإمبراطورية أنجز وعده، وهزم العرب وحده، فما كان من صاحب البيت الأبيض، إلاّ أن سدّد خطاه، وترك المتيّمين بأوهام القانون الدولي بين آهِ وأوّاه.
يقيناً، يلوح القانون الدولي لعبة مسلّية، لكن المشكلة هي أنه لم توجد قط في كل التاريخ، ولا ولن توجد لعبة فردية، كل الألعاب مغرية ومن حق أيّ كان أن يمارسها، كباراًَ ومتوسطين وصغاراً. إذا رجعنا إلى انعدام العقل والرشد، فإن هذا التطور يجب أن يبارك، لأنه إلى أن يأتي ما في الغيب، تتمثل الإجراءات في كلمة من سيناتور وكلمة من رئيس، من دون تحريك أساطيل وزحف جحافل، يمكن أن تزعج سبات النظام العربي، لا قدّر الله ولا كدّر. بعد سنوات من نجاح التدرّب على«الحجامة، في روس اليتامى»، لن يحتاج الأمر إلى هامة في قامة سيناتور، وشغل وقت إمبراطور بكلام فارغ، مثل تغيير خريطة دولة بقضم لقمة أو لقمتين من سندويش جغرافيتها، يكفي هاتف من موظف بدّالة الخارجية أو البنتاجون، والسلام.
لزوم ما يلزم: النتيجة الاستمرائية: ستحلو اللعبة للقوى الكبرى ثم المتوسطة فالصغرى، إلى أن يرتدّ السحر على الساحر. اقتربت الساعة.

abuzzabaed@gmail.com