تطوير التعليم أولوية

15-03-2019

ابن الديرة


تولي القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أولوية مطلقة لتطوير منظومة التعليم عبر مراحله المتعاقبة، لإيمانها الذي لا يتزعزع بأنه خير استثمار يؤهل الدولة للاستمرار في مسيرة التنمية الشاملة لكل مناحي الحياة، ويجعلها قادرة على مواجهة مرحلة ما بعد النفط بكفاءة المخطط والمنفذ المقتدر الذي يعمل ليومه وغده، لجيله وللأجيال القادمة.

من هذا المنطلق، تعمل الدولة على توفير بيئة مواتية لعملية تعليمية، تتمسك بأرقى المعايير العالمية، وتترجمها في رؤاها المستقبلية التي تربط بين تطوير التعليم وتحسين مخرجاته لخدمة أهداف التنمية الطموحة في الإمارات، خلال السنوات المقبلة، واستهدفت «رؤية الإمارات 2021» توفير نظام تعليمي عالي المستوى، يجمع الطالب ومجتمع المعرفة في أوثق علاقة بناءة، ويساعد على بناء قاعدة من الكوادر المواطنة المتخصصة نوعياً، والقادرة على التعامل مع التطورات المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم في مجال التكنولوجيا وثورة المعلومات، وتطويعها للمصلحة العامة.

مثل هذه الأهداف الاستراتيجية الكبرى، تحتم أن يكون تطوير التعليم في البلاد قدراً لا بد من الترحيب به على أوسع نطاق، خاصة من قبل الذين باتوا يجاهرون على مسمع ومرأى العالم، دوله وشعوبه، بأننا نطمح إلى تحقيق مستويات عالية من التطور، تؤهلنا أن نكون في الصفوف العالمية الأولى، نشارك في القيادة والتوجيه، ونساهم بمبادئنا وعقائدنا في تحقيق خير البشرية، واستقرارها، وأمنها، وسلامها.

إن الهدف الرئيسي من تطوير العملية التعليمية يركز على تخريج وتأهيل جيل من الشباب المتفوق والمتميز والمبدع والقادر على المنافسة، وتحمل المسؤولية أمام قيادته، وشعبه، فالتعليم هو أساس بناء الحضارات وركيزة التنمية الشاملة والمستدامة للمجتمعات، ومن الضروري أن تواكب منظومة التعليم في الدولة متطلبات الحاضر وتوقعات المستقبل، وذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بتطوير قدرات القائمين على العملية التعليمية كي تواكب الأساليب التعليمية الحديثة، وليتمكنوا من تزويد الطلبة بالعلم والمهارات التي تؤهلهم ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع.

إن عملية تطوير التعليم يجب أن تكون شاملة، تأخذ في الاعتبار جميع عناصرها، بدءاً بالمعلمين والطلاب والمناهج التعليمية، وليس نهاية بالبنية التحتية، فالبيئة المحيطة والدور الأسري عاملان مهمان في استكمال فاعلية المنظومة، والنتائج المتوخاة منها.

وإذا كانت «مئوية الإمارات 2071» تستهدف تقديم أفضل نظام تعليمي في العالم لأجيال المستقبل، من خلال تخصيص الموارد وتوجيه الإمكانات للاستثمار في نظام تعليمي راق، فلا بد من التأسيس لتلك المئوية بتغيير شامل في النمط التعليمي الذي كان سائداً حتى وقت قريب، ولم يزل يلقي بظلاله الثقيلة على مخرجاتنا التعليمية.

ebnaldeera@gmail.com