أهلاً بالعالم في إمارات التسامح

15-03-2019
خالد عبدالله تر يم

حين توضع إقامة الأولمبياد الخاص في دولة الإمارات في سياقها الصحيح، فإن الأمر يستحضر سلسلة من حلقات العطاء والعمل والتضحية التي تميز بها أداء قيادة وحكومة الإمارات عبر العقود. ليس قراراً بالمصادفة، إذ يأتي نتيجة اشتغال تنموي داخلي لافت انسجم تماماً مع سياسة خارجية متوازنة عناوينها الوسطية والعقل والحكمة، وهي عناوين مضيئة كرست صدقية وسمعة الإمارات عالياً وهي تطبع نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وهو الذي حوّلته حكومة دولة الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى برنامج استثماري يستهدف الإنسان.
اليوم، تحوّل الحلم إلى واقع، فهنالك، هنا، ملء العيون والقلوب، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، راعي هذه التظاهرة الرياضية والاجتماعية الكبرى منذ البذور الأولى إلى أن أصبحت بستاناً كونياً بكل ما في الوصف من معنى، حيث كل العالم هنا، وعند جهينة الأرقام والخبر اليقين.
اليقين الآخر المتصل، أن دولة الإمارات، مجتمعة، نظمت هذا الحدث الكبير بأيد وطنية من المسؤولين والشباب، وجموع المتطوعين الذين انتصروا لهذه الفكرة، ولفكرة حب الوطن أولاً، ما يشير، بكل قوة وثقة، إلى صواب اتجاهات ومسارات وغايات التنمية في الإمارات، مشتملة على كل عناوينها وميادينها من سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. القصد أن ميدان الأولمبياد الخاص يعكس نجاح الدولة في تلك الميادين كلها، ما مهّد لهذا الحاضر، وما يمهّد، باقتدار لمستقبل مبني على إرث والدنا وقائدنا وحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسين، رحمهم الله. ويشير تنظيم الأولمبياد الخاص في هذا الوطن العزيز إلى إيلاء الإمارات عناية خاصة مسألة الإعاقة والمعاقين، أو في الأصح، كما صحح محمد بن راشد فأحسن، مسألة "أصحاب الهمم»، وفي فلسفة الدولة، وهي محمية بقانون متقدم، أن أصحاب الهمم شركاء تعمل المؤسسة الوطنية على دمجهم وتمكينهم بإطلاق وتطبيق شعار "دمج لا رعاية".
نجاح كبير والكتاب يعرف من عنوانه، بدءاً من رعاية القائد محمد بن زايد، وصولاً إلى مشاركة هذا الرقم الضخم من الدول الشقيقة والصديقة، وكلها يسعى إلى تحقيق الرقم الصعب، وتحقيق حلمه على أرض الحلم الذي أصبح واقعاً وكأنه الخيال، أرض السلام والمحبة والأخوة والصداقة والأمن والعدل والرغد والتنمية.
أهلاً بالعالم في إمارات التسامح، في هذا الاستحقاق الغالي، نحو وصول أصحاب الهمم على مستوى العالم إلى درجات الوصول.