يوم الطفل.. ووعي الأهل

14-03-2019
نور المحمود

لماذا تحتفل الدولة في 15 مارس/ آذار بيوم الطفل الإماراتي؟ لأن الإمارات تكرّم أطفالها، تتعامل معهم كأفراد لهم كل الحقوق على أرضها، تزرع فيهم الثقة بالنفس لتنمو وتكبر معهم؛ ومن ينمو محصناً بوعي كامل حول حقوقه وواجباته، مثله مثل أي فرد في المجتمع، ومدركاً لأهمية الدفاع عن النفس والابتعاد عن المخاطر التي قد تحيط به، لا بد سيكون إنساناً «سليماً» ومسؤولاً.
تريد أن تضمن لهم مستقبلاً آمناً، وتكفل لهم الرعاية ونيل حقوقهم كاملة، والحرص على حمايتهم من أي عنف، أو أذى. تسنّ القوانين، وكلنا نذكر قانون «وديمة» لحماية الأطفال من سوء المعاملة؛ وإعلان «الإمارات صديقة للأمهات والأطفال واليافعين» تأكيد إضافي على الأهمية التي توليها الدولة لرعاية شؤون الأمهات والأطفال والمراهقين، وهي تضعهم في مكانة متقدمة جداً في قائمة أولوياتها، وتسخّر لهم كل الدعم اللازم، ليس لأنهم قادة المستقبل فقط، بل لأنها معنية بكل شؤون «الإنسانية»، وهي سباقة إلى تأمين كل الدعم اللازم، ومدّ يد العون لأطفال العالم، فكيف بهؤلاء الذين يعيشون تحت جناحيها وفي حماها؟
البيئة هنا مناسبة جداً للأطفال، لكن هذا لا يعني أن جميعهم يعيشون في معزل عن أي مخاطر، وأن الحياة وردية كيفما تلفتوا، أو أينما كانوا. إن البعض منهم معرض في أي وقت لكل أنواع الإهمال، أو العنف، أو الأذى النفسي، أو البدني. وقبل أن نلتفت إلى الخارج فلنبدأ أولاً من المنزل. هل كل البيوت تعتبر «بيئة آمنة للأطفال»؟ هل كل أهل اليوم وأكثر من أي وقت مضى، يتابعون صغارهم عن قرب، ويخلقون مساحة من الحوار الصريح معهم لفهم ما يفعلونه، وما يتعرضون له؟ هل كل أهل يعلّمون أبناءهم حقوقهم وواجباتهم وكيفية الدفاع عن أنفسهم والمخاطر التي قد يصادفونها، سواء عبر التحرش، أو الضرب، أو التنمر؟ هل كل أولياء الأمور يتولون فعلياً أمور صغارهم ويراقبون هواتفهم، ومع من يتواصلون، وما الألعاب التي ينشغلون بها طوال الوقت، ويخافون عليهم من «غرباء» التواصل الاجتماعي، والعنف الآتي من خلاله، والقادر على تغيير سلوك الطفل ليصير عنيفاً في منزله ومع محيطه؟ هل الكل مدرك إلى أن بيننا وبين الإرهاب مجرد خط اسمه «إنترنت»، وتواصل يعبرون من خلاله إلى عقول الأطفال فيدمرونها؟
نعلم أن الطفل الإماراتي يحظى بدعم ورعاية كبيرين، ومن أجله تتضافر جهود مؤسسات وجهات تعمل على تلبية أي نداء، خصوصاً عبر الخط الساخن. والخطوط الساخنة لا تفرق بين طفل إماراتي، وأي طفل آخر مقيم على أراضي الدولة. لكننا نتمنى أن تكون حملات التوعية أكبر لكل الأهالي، لأن البيت السليم ينشئ أجيالاً سليمة، وغياب وعي الأهل عن مسؤولياتهم يكون «العلّة الأولى» في بدن أي مجتمع.

noorlmahmoud17@gmail.com