موظفو الفجر

13-03-2019
حصة سيف

من يجد نفسه بعد الفجر مباشرة يتجه لمكتبه ولعمله، فهذا المنجز النشيط العاشق للعمل، ولنا فيه قدوة، وعدد لا بأس به من الموظفين القادة المميزين تعوّدوا على ذلك النمط من الحياة، والجميع يشهد على تميزهم، فما يلفت النظر إلى عطائهم، حقيقة نجد أنه قلما يمسه القصور، ولنا قدوة في ذلك، قيادتنا الذين يبدأ يومهم بعد الفجر مباشرة.
وليس ذلك بالشيء الهين، إلا أن وراءه مؤكداً عادات ترسخت منذ سنوات، وشب عليها المرء، منذ أن تسلم ذلك الموظف مهامه الأولى، وطفق ينظم يومه بدءاً مع انطلاق أشعة الشمس الأولى، وعدد منهم ممن هم الأكثر تميزًا يبدأون بالنشاط الذي يحبونه، ومن ثم إلى العمل، وهو الأصح نسبيًا كما يشهد الواقع، وذلك حتى يبدأ الموظف عمله بنشاط من غير أن يستولي عليه الملل والروتين، ولا الضغوط النفسية الأخرى، فمن يراجع جدوله اليومي، إذا لم يجده يبدأ منذ صلاة الفجر فليراجع حساباته، ويضعه بالحسبان، ويجرب، قبل أن تجره الأيام ولا يستمتع بتلك الساعات المبهرة لليوم كله.
ولا نريد أن نكتفي بذلك العدد البسيط ممن هم درجوا على ذلك النظام، بل نريد جيلًا كاملًا يُؤَسس على ذلك، لذا لأولياء الأمور لابد أن يعوّدوا أبناءهم الطلبة على ذلك الرتم، حتى نؤسس لجيل نشيط يدرك المهام الملقاة عليه منذ الصغر، ولا شك في أن ذلك النمط من الحياة يحتاج لتغيير في أساسيات معينة أهمها النوم المبكر، والاهتمام بالتغذية الصحية، ومن ثم متابعة المواهب التي تنطلق مع اهتمامات الطلبة إذا تعوّدوا على ذلك النمط الصحي في الحياة.
فحتى نؤسس لذلك الجيل بتلك الصفات أو نمط الحياة لابد أن نعي أن المسؤولية تبدأ من أولياء الأمور، فإذا مارسوا هم بأنفسهم ذلك النظام وألزموا أبناءهم بالترغيب باتباعه فلا شك بأن جميع أمراض العصر وأهمها السمنة قد تختفي، والأمراض المصاحبة لها، هذا على المستوى الصحي، أما الأداء فيختلف ويتحسن وتتوفر ظروف أفضل للتحصيل الدراسي، فَلِمَ لا يراجع كل ولي أمر نظام أبنائه، ويحاول أن يدخل فيه التغييرات بحيث يبدأ بعد أداء صلاة الفجر مباشرة، ويعوّد أبناءه على النشاط منذ أن يكونوا صغارًا حتى ينشأ جيل يعتد به، ويكبر معه طموحنا وطموح قادتنا بأن نكون شعب المركز الأول في مختلف المجالات؟.

hissasaif@daralkhaleej.ae