إدارات الإعلام المتخصص.. أين؟

13-03-2019
ابن الديرة

لا يتناول هنا التواصل الحكومي في الوزارات أو الدوائر المحلية وفق تعريفه المتداول في هذه المرحلة أو حتى في المفهوم التقليدي. يتم هنا تناول الإعلام المتخصص في بعض الوزارات والجهات المحلية، خصوصاً ما ارتبط باختصاصات وزارات خدمات كبرى في مقدمتها «التربية والتعليم»، و«الصحة ووقاية المجتمع»، و«تنمية المجتمع»، ووزارات سيادية مثل وزارة الداخلية، وقد بادرت الحكومة عبر اشتغال جاد ومثابر من سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، إلى تفعيل «الإعلام الأمني» الذي عد ويعد اليوم أنموذجاً يحتذى، وتجلياً واضحاً لما يراد طرحه اليوم.

في وزارة الداخلية، وفي قيادات الشرطة على مستوى الإمارات، يشهد المجتمع نجاحاً متنامياً لإدارات الإعلام الأمني، انطلاقاً من وعي أهمية هذا الموضوع في توصيل رسالة التثقيف الأمني، ولقد ساهمت إدارات شرطية مثل «الإعلام الأمني» و «الشرطة المجتمعية» و «مكتب ثقافة احترام القانون» في إظهار وإبراز وجه الشرطة الذي يعكس كونها صديقةً للمجتمع.

في المقابل، يتساءل المرء عن الدور الإعلامي والتثقيفي الذي كانت تقوم به منذ عقود إدارات مثل إدارة الإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم السابقة، وإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة السابقة؟ هل ذلك الدور الموجود، وإذا كان موجوداً، فما هي تجلياته وآثاره؟ هل اختفى، فإذا اختفى، فلماذا؟ ما هو البديل؟ هل يقوم بالدور نفسه؟

وجود أداء قوي ومؤثر لإدارات مثل هذه تقوم بما هو أبعد من التوعية مهم جداً، وحتى رسائل التوعية التي تبث بين الحين والآخر، على تباعد الأزمنة لا يتقبلها المجتمع ولا يلتفت إليها؛ لأنها غير قائمة على أرضية صلبة من علاقة مستدامة. لا يجوز نسيان أو إهمال المجتمع، لهذه الجهة، ثم تذكره فجأة وكأنه خطر في البال الآن نتيجة ظروف أو ملابسات أو مستجدات وجدت بعد أن توجد، وكانت قبل أن لم تكن.

مربط الفرس أو محور القول هنا ضرورة حضور علاقة مدروسة تزداد أواصرها بين الطرفين على مدى الزمن، فتكون بين الطرفين، ولا تكون من طرف واحد وفي زمن منقطع، وكما أن الحب من طرف واحد خطر، فكذلك العلاقة بين الجهة الحكومية خصوصاً حين تكون جهة خدمات والمجتمع، والمطلوب، والحالة تلك، إعادة أدوار إدارات الإعلام المتخصص في وزاراتنا ودوائرنا نحو بناء إرث جديد من المعرفة والتعارف.

ماذا يعرف مجتمعنا عن منجزات ومعوقات وكواليس مشروع تطوير التعليم؟ ماذا يعرف، غير معلومات الشبكة العنكبوتية، عن أمراض الشتاء والصيف؟ ماذا يعرف جيل الإمارات الطالع عن النفط وهو شريان الحياة في بلادنا منذ عقود؟ ماذا يعرف عن بدائل صناعية واقتصادية تضمن مسافات من الثقة والطمأنينة الآن وفي المستقبل؟.

أسئلة تثار نحو تأكيد واقع إدارات وقطاعات الإعلام المتخصص في الوزارات والدوائر المحلية، مع المطالبة بتعديل الهياكل التنظيمية، نحو الإضافة والتفعيل.

ebnaldeera@gmail.com