قطر تزوّر تظاهرات الجزائر

12-03-2019
سلطان حميد الجسمي

في المشهد الأخير لتظاهرات الجزائر تؤكد لنا قطر أنها تستغل كل الأحداث العربية، وبكل الطرق، في محاولة لتشويه صورة الدول العربية، أو الإساءة إليها، ولا تتردد في أن تدفع ملايين الدولارات لاستغلال هذه الأحداث، وإغراء بعض الأفراد لرفع شعارات معادية لدول المقاطعة، حيث تؤكد معلومات مصادر مختلفة أنها دفعت مبالغ مالية لبعض الأفراد المتسللين ضمن التظاهرات الجزائرية لرفع لافتات مناهضة في محاولة لتشويه صورة دولة الإمارات، لكنها مع الأسف لا تعرف مدى الترابط التاريخي بين دولة الإمارات والجزائر، وأن أحرار الجزائر يكنّون كل الاحترام لدولة الإمارات وقيادتها وشعبها، والعكس صحيح، وإن دولة قطر اليائسة، وهي في حضن جماعة الإخوان وإيران، لا تميز بين الشعب الجزائري الشريف، وبين جماعات إرهابية استطاعت أن تسيس أجنداتها وأهدافها، لأنها لا ترى أبعد من أنفها، وأن الجزائر أرض المليون شهيد لن تخضع لقطر، ولا لأموالها.
إن قطر ليست مع مصالح الشعوب العربية، وإنما هي سفيرة تخريب لقوى الشر العالمية في الدول العربية، بهدف تفكيك وحدة العرب بأساليب مختلفة، سواء بالدعم المادي، أو اللوجستي، أو تزويد التنظيمات الإرهابية بالسلاح، كما حالهم في سوريا والعراق واليمن وليبيا، مثل «جبهة النصرة»، و»داعش»، و «القاعدة»، و «الحوثي»، وغيرها من المنظمات التي بسببها قتل الآلاف من العرب والمسلمين، وتشرد الملايين من أوطانهم وديارهم، أو من خلال التحريض ونشر الشائعات عن طريق قنواتها، وعلى رأسها «قناة الجزيرة»، كما فعلته من قبل، وكما تفعله الآن ضد كل الدول العربية، باستثناء إيران، و»إسرائيل»، وهذا دليل واضح على أنها تخدم أجندات هذه الدول، وقوى الشر العالمية، وتثبت أنها ليست دولة ذات مؤسسات وقانون، بل إنها منظمة تديرها أيادي الشر، وأن مقاطعة الدول الأربع لها أتى في الوقت المناسب لإبعاد الشر والسوء والخراب عن هذه الدول.
والمحاولات التخريبية لقطر لا تنحصر في هذه الدول فقط، بل شملت جميع الدول العربية، فلا تخفى محاولاتها لنشر الدمار والخراب في دولة الكويت، إلا أن المخططات القطرية ضد الكويت توقفت مؤقتاً بسبب المقاطعة العربية لقطر، وبسبب الوساطة الكويتية في محاولة لحل الأزمة القطرية، فقطر هدفها هو تدمير الأنظمة العربية، وزعزعة أمن واستقرار الشعوب العربية.
ليست الجزائر فقط، مستهدفة من قطر في محاولة لتشويه صورة الدول المقاطعة لها، بل المستهدف الأكبر اليوم كل شعوب ودول شمال إفريقيا . وللأسف، فإن بعض الأفراد تم بالفعل غسل أدمغتهم وخداعهم، وانطلت عليهم الشعارات التي تحمل الكره لحكوماتهم، وللحكومات الأخرى المقاطعة لقطر، والتي تتعارض أهدافها مع أهداف قطر وجماعة الإخوان و»إسرائيل»، وبالفعل تم تحويل بعض آراء هؤلاء من إدانتهم لجرائم «إسرائيل» إلى عدم مبالاة بالقتل والتهجير الذي ترتكبه دويلة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، بسبب تشتيت الرأي العربي، وصرف أنظار البعض عن إدانة «إسرائيل» إلى استهداف الدول المقاطعة لقطر، وبالأخص الإمارات والسعودية، وهذا يصب في مصلحة «إسرائيل».
لا توجد نوايا أخبث من نوايا «نظام الحمَدين» الذي يدفع الملايين لتشويه الرأي العام العربي، لأنه مجرد آلة يديرها أعداء العرب لزعزعة الأمن العربي، فتتباكى أمام المجتمع الدولي، وتنشر ادعاءات كاذبة وهمية بأنها «دولة محاصرة»، وفي المقابل يعلم المجتمع الدولي أن ادعاءاتها باطلة. فمنذ قطع العلاقة معها من قبل الدول الأربع، فإن قطر لم تتردد في إدخال القوات التركية، وقيادات من الحرس الثوري الإيراني إلى أراضيها، واحتضان قيادات الجماعات الإرهابية، مثل جماعة الإخوان وغيرها، ممن يشكلون خطراً على المنطقة، ومن هذا المنطلق ثبت فشلها الكبير في إثبات ادعاءاتها أمام المجتمع الدولي.

sultan.aljasmi@hotmai.com