عودة إلى دار الأوبرا

11-03-2019
عبداللطيف الزبيدي

هل يمكن أن تنمو الموسيقى من دون دراسة أكاديمية وتأهيل؟ إن هذا من قبيل المستحيل. عند افتتاح «أوبرا دبي»، تحدث القلم عن آفاق هذا المشروع وأبعاده، والمكمّلات التي يتطلبها كضروريات لا ككماليات. مسمّى «دار الأوبرا» له استحقاقات.
يحسن التذكير بأن أعظم تكريم لأيّ دار أوبرا هو أن تكون بينها وبين قاعات الحفلات مسافة، وهذا لا يعني أن تمتنع عن العروض غير الأوبرالية. هذا محال التطبيق عملياً، ولا يوجد له استثناء واحد بين أكبر دور الأوبرا العالمية. لا يمكن عرض أعمال الأوبرا يومياً، وغير ممكن إغلاق الدار في غير العروض الأوبرالية. السيولة تسهيل وسهولة. عامل الخلاص يقدّمه الحصن الأكاديمي، موطن الفن الرفيع الذي كان الغاية أساساً من تأسيس الدار.
الحصن الأكاديمي في حدّ ذاته منظومة قلاع: معهد أو مدرسة عليا للموسيقى، كالكائن الحي، تولد صغيرة ثم تنمو، تبدأ بتدريس النظرية الموسيقية والعزف على الآلات، تلي ذلك دراسة الهارموني. على هذه القاعدة الصلبة تؤسس فرقة سيمفونية وأخرى شرقية في مستوى رفيع. بمرور الزمن، من عقد إلى عقدين، وعاجلاً أو آجلاً، ستظهر الحاجة إلى فروع متخصصة في التوزيع الأوركسترالي، قيادة الأوركسترا والتأليف الموسيقي. لا شك في أن المراكز الخاصة لتدريس الموسيقى في الدولة، وهذا مجاز وإلاّ فهي للتدريس السطحيّ للعزف عادة وغالباً، تجعل وضع الموسيقى في الإمارات، محتاجاً إلى رافعة أكاديمية لها عنوان وشخصية يعتدّ بهما. إن الغاية البعيدة لإنشاء دار للأوبرا هي أن تكون الدار هي الناطقة الرسمية باسم الفن الرفيع. لا بد من الصراحة: من دون لف ودوران، هذه المنظومة الحصن ليست ذات جدوى اقتصادية عالية،وتحتاج إلى دعم.
لزوم ما يلزم: النتيجة الضرورية: الحفاظ على مكانة اسم الدار، يستحق تضحية أكاديمية تليق بالتنمية الشاملة في الإمارات.

abuzzabaed@gmail.com