أصحاب الهمم في أولمبياد الحياة

11-03-2019

ابن الديرة


استضافة الأولمبياد الخاص في دولة الإمارات ليس حدثاً طارئاً، ولن يكون. إنه تتويج لتاريخ من تنمية متوازنة لم تُهمل أحداً، فكيف بهذه الفئة العزيزة من مجتمعنا؛ فئة أصحاب الهمم. في السياق الملائم والمتّسق، أقيمت أمس، خلوة الهمم في قصر الرئاسة في العاصمة الجميلة أبوظبي، ولاختيار المكان رمزيته ومعناه ومغزاه، ولحضور الرمزين القائدين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، معناه ودلالته، حيث تأكيد شراكة أصحاب الهمم في الحياة الكريمة التي تعم دولة الإمارات بكل مناطقها وفئاتها، في سوية هائلة وأريحية عالية، وفي جوانب المشهد المشرق، وفي السطور وما بين السطور، اليقين بإصرار الدولة على تحقيق حقوق أصحاب الهمم، وتقنين ذلك بإصدار القوانين والأنظمة التي تضمن حق هؤلاء في التعليم والتأمين الصحي والحماية، وكذلك في الرعاية التي تتحول، عبر الأداء الحكومي المتميز، وقد عبّر محمد بن راشد عن ذلك كله، بأسلوبه المختصر الدال، في حساب سموه على «تويتر»، مشيراً إلى نجاح خلوة «الهمم»، وإلى حضوره الخلوة مع أخيه محمد بن زايد.

ليس القوس يزين المبنى من خارج، وإنما هو أساس وعمود البناء. وابتداء، فإن انعقاد الأولمبياد الخاص في أبوظبي والإمارات، وبأيد وطنية خالصة مخلصة أعدت وأعدت وأشرفت، لهو فخر واعتزاز لكل إماراتي ولكل عربي في مختلف أرجاء الوطن العربي الكبير، ويعكس هذا الانعقاد بعض الوجه الحقيقي لدولة فتية رائدة، هوايتها السبق، ومهنتها أن تشغل المركز الأول في كل مجال. وإذ تسبق دولة الإمارات في إطلاق هذه التسمية على أصحاب الهمم، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فإنها تسبق إذاً على الدوام، حين تسعى بخطى حثيثة لتطبيق التنظير الجميل والمفارق، وتحويله إلى واقع حي من قانون ونظام ومأسسة، وحياة كريمة متكاملة لأصحاب الهمم.

ومع أصحاب الهمم، استقبل محمد بن راشد ومحمد بن زايد شعلة الأمل في حضور أهل الشأن، وأهل الرفعة، إن شاء الله؛ أصحاب الهمم، والرسالة التي قيلت ووصلت في هذا المحفل، أن أصحاب الهمم جزء لا يتجزأ، وأن الاعتماد عليهم في الحاضر والمستقبل كبير. نعم قيادة الإمارات، ومعها شعب الإمارات، يُنتظر منهم قطف المزيد والمزيد من الميداليات الذهبية في ألعاب الأولمبياد الخاص، لكنه يُنتظر من أصحاب الهمم أيضاً وأيضاً، المزيد والمزيد من الميداليات الذهبية في أولمبياد الحياة. الخلوة كانت من أجل ذلك، وحضور واستقبال محمد بن راشد ومحمد بن زايد كانا من أجل ذلك، والعصف الذهني نحو تلبية مطالب وأحلام أصحاب الهمم، ونحو تحقيق بيئة ملائمة بالكامل، إشارة إلى مستقبل أفضل باستمرار، في أفق العمل المثابر.

مجتمعنا يتوقع نجاحاً منقطع النظير للأولمبياد الرياضي الخاص، كما يتوقع أن تُحقق دولة السعادة لأصحاب الهمم وهم جديرون ومستحقون بما يبذلون من همم قصب السبق في أولمبياد الحياة.

ebnaldeera@gmail.com