المستقبل وهاجس الأبناء

10-03-2019
شيماء المرزوقي

كثير من الوظائف عند الإعلان عن شروط الالتحاق بها، تضع متطلب الشهادة الجامعية كأول شرط، بل البعض من تلك الوظائف تطلب شهادات عليا. من هذا الواقع الذي نراه، يجتهد الآباء والأمهات في حث أطفالهم على التحصيل العلمي ونيل أعلى الشهادات، بل لا يترددون في إلحاق أطفالهم بأكبر المدارس وتلك الأعلى تقييماً، وأيضاً لا يدخرون جهداً في محاولة إلحاق أبنائهم بالجامعات والكليات المرموقة، وكأنهم وسط بذل هذا الجهد وأمام رؤيتهم لمتطلبات العمل والوظيفة التي تشتد صرامة في كل عام وتزداد صعوبة كل فترة من الزمن، ينسون أن هناك جوانب أخرى قد تساعد أبناءهم على الحصول على العمل المستقر المبدع المتميز.

الذي أشير إليه، أن على كل أب وأم، التنبّه إلى أن جهات العمل تغفل تماماً عن جوانب أخرى أكثر حيوية في متطلباتها للعمل، لأنه ليس حقيقياً أن متطلب الشهادة الجامعية دقيق، ويمكن من خلاله وزن الإنتاجية ومعرفة الموظف المبدع من سواه، فقد بات لدينا تراكم من الكثير من التجارب والقصص، التي توضح أن هناك أسماء عديدة حققت قصب السبق والتفوق وهي لم تحصل على الشهادات الجامعية، ورغم هذا كانوا مثالاً في الإنتاجية والإبداع والتميز.

ومن هذه الأسماء بيل جيتس عملاق «مايكروسوفت»، وستيف جوبز عملاق «أبل»، ومايكل ديل عملاق أجهزة «ديل». هؤلاء لم يحصلوا على شهادات جامعية، لكنهم كانوا أسماء ماثلة ساهمت في تغيير تاريخ البشرية نحو الأفضل بما قدموه من مبتكرات في مجال المعلوماتية وتقنيات الحاسب والذكاء في تقنيات الاتصالات وتطورها، ويذكرهم تاريخ التطور البشري كرموز ساهمت في الدفع بالبشرية نحو مصافّ التقدم الحضاري. لذا على كل أب وأم عدم الضغط على كاهلهما المادي والنفسي وأيضاً عدم الضغط على أبنائهما بالوعيد والعقاب، وليتذكرا قول الرسول الكريم: «اعملوا فكلُّ ميسَّرٌ لما خُلق له».

والذي أشير إليه تحديداً، هو دعم أبنائنا في رغباتهم وتوجهاتهم ومنحهم فرصة للابتكار ومعرفة ما الذي يردون تحقيقه على أرض الواقع. وعندما يقدّر أن يخفق أحدهم في مرحلة الجامعة؛ فإن هذا ليس نهاية المطاف، فقد يكون أمامه طريق أكثر تميزاً وتفوقاً.

نعم من الجميل الحصول على الشهادة الجامعية، لكن إن لم يقدّر له هذا، فليس نهاية المطاف؛ فقد يجد مكاناً آخر وموقعاً مختلفاً، ويكون قائد عمل مستقلاً يبدع وينجح فيه.

Shaima.author@hotmail.com

www.shaimaalmarzooqi.com