الفردية المناهجية لمَ لا ؟

09-03-2019
عبداللطيف الزبيدي

هل آن لدولة الإمارات أن تشق لمناهجها التعليمية طريقاً يتناسب ومستوى التنمية الذي حققته؟ الوجه الآخر للسؤال: هل المناهج الإماراتية تواكب بانتظام التحولات التنموية الطموحة التي حققها البلد؟ هذا مبحث ساخن على الجهات المختصة ألاّ تتركه يبرد. (قيل لأعرابي: ماذا تسمّون المرق؟ قال: السخينة، قيل: فإذا برد؟ قال: لا نتركه يبرد).
لنأخذ ميداناً حديثاً للغاية في غير القوى العظمى، وهو الفضاء، الذي أصبح من مواضيع الساعة في الإمارات. هذا المجال قائم على الرياضيات والفيزياء والتقانة. هل لنا أن نسأل عن وزن هذا الثلاثي العلمي في المناهج؟ مع تأكيد أن الحضانة والتمهيدية لم تعودا منفصلتين عمّا بعدهما. حين تغدو المكتبات تحفل بالكتب المصوّرة في الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا، لسن الرابعة والخامسة، فإن الموضوع مناهج من طراز عصري كليّاً. المجال المهم الآخر هو الطاقة النووية السلمية. ميدان من ألفه إلى يائه رياضيات وفيزياء. المناهج العصرية تبني من الأساس، لا من الثانوية والجامعة.
الرياضيات والفيزياء هما العلمان اللذان يشكلان دعامتي الاقتصاد. الخوارزميات منفردة أو مندمجة في المعلوماتية، منظومة لا غنى فيها عن العلمين الأساسيين. فهل من شك في أن الاقتصاد يحتل المكانة الأولى في حياة الإمارات؟ المناهج إذاً يجب أن تصبّ في هذا الخضمّ. طبيعيّ أن تكون الرياضيات والفيزياء في صميم الميادين ذات العلاقة بالهندسة بفروعها التي تكاد لا تحصى، وماذا عن الطيران والطب والكثير من التخصصات في شؤون الدفاع، إلخ؟
نتمنى أن تهبّ الرياح اللواقح عربيّاً، فتتفتق القرائح النائمة عن العمل المشترك، وتستلهم العبر من المآسي العربية، مناهج عصرية مستقبلية موحّدة، تجعل التنمية البينية ممكنة وأيسر ممّا لو كان لكل بلد مناهجه الدراسية. لا شك في أن إعداد مقرّر دراسي متطوّر، لكل المراحل، من الحضانة إلى الجامعة، يحتاج إلى ميزانيات ضخمة وجهد سنوات، وتقاسم أعبائه أفضل من الاضطرار إلى الإقدام الفردي. لعل «العدوى» الإيجابية تنفع.
لزوم ما يلزم: النتيجة التراثية: ما حكّ جلدك مثل ظفرك.

abuzzabaed@gmail.com