طرق جديدة للتعليم

09-03-2019
ابن الديرة

الطرق غير الوسائل وحتى غير الطرائق. المراد هنا اصطلاح مفتوح على احتمالات أبعد، أجمل وأرحب، وصولاً إلى تعليم أكثر طموحاً، خصوصاً لجهة الوصول إلى شرائح أوسط، في دولة تتبنى مشروع تعليم جديداً كلياً وجذرياً. حديث طرق التعليم الجديدة المفترضة ينسجم مع عزم الحكومة إنشاء مدارس إماراتية تحقق الأنموذج، وتترجم فكرة الاتساق بين مخرجات التعليم والتعليم العالي ومدخلات سوق العمل إلى لغة قريبة ومتحققة على الأرض، أما القصد المباشر، فتكريس تعليم يضاف إلى تعليم الفصل الدراسي والقاعة الجامعية أو المدرج من دون أن يحل محلهما، انطلاقاً من تجارب عالمية ناجحة أثبتت نجاحها في جامعات على اتساع الدنيا، وبعضها يصنف في مقدم الجامعات الأفضل عالمياً.

يبدو للمتابع أن وسائل التواصل الحديثة، بل حتى وسائل قديمة نسبياً كالتلفزيون غير مستثمرة في بلادنا كما يجب، بل إن بعضها غير مستغل مطلقاً، ومن هنا إثارة سؤال اليوم نحو البحث عن إجابة مقنعة لدى المؤسسة التعليمية في الإمارات، فهي الأقدر على الإجابة من جهة، أو اقتراح أفكار وبرامج ومشاريع من جهة متصلة.

من هذه الطرق الجديدة التي أصبحت، على امتداد العالم، قديمة، التعليم عن بعد، وهو ما يتحقق في بعض الكليات والمعاهد في الإمارات لكن على استحياء لأسباب يعلنها البعض بشكل خجول أيضاً، وعلى رأسها مسألة الاعتراف الرسمي. السؤال إذا كانت هذه الطريقة، مشتملة على فكرة الانتساب، متحققة بنجاح كبير في جامعات عالمية عريقة مع شروط أشد بالنسبة إلى مدة الدراسة التي قد تضاعف في حالة عدم الحضور أو تقليل مدة الانتظام، فلماذا تحرم الآلاف المؤلفة من هذا النوع من الدراسة هنا وفي معظم أنحاء الوطن العربي الكبير؟

فإذا وصلنا إلى التلفزيون التعليمي رأينا غياباً إماراتياً، غريباً وعجيباً، منذ بدايات حركة التعليم حتى الآن، وقد ساعد ذلك على تفشي طاهرة الدروس الخصوصية، في حين كرست ظاهرة التلفزيون التعليمي، خصوصاً نحو تعلم اللغات والمهارات والمواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء، دول عربية أقل في الإمكانات المادية، فهل هناك أمل في إطلاق قناة تلفزيونية تعليمية في الإمارات؟ عبر قناة كهذه يثبت إعلامنا أن مسألة الربحية ليست أولوية لديه، وفي المقابل، فإن النفع الاجتماعي والعام أولوية مطلقة، كما أن وسيلة التلفزيون التعليمي وغيرها من الوسائل تسهم في تحويل التعليم إلى قضية يومية، حياتية وشعبية.

يمكن، إلى ذلك، تفعيل فكرة الأساتذة الزائرين نحو تعميق وتنويع مصادر التعلم، والتعرف إلى تجارب وخبرات أكثر، كما أن تطوير الكتاب المدرسي والجامعي مهم جداً، وللمجتمع، خصوصا فئة أولياء الأمور مقارنة كتب وأساليب تدريس اللغة العربية في مدارسنا مع كتب وأساليب تدريس اللغة الإنجليزية ليكتشف ما هو مكتشف منذ القرن الماضي ولم يتغير.

نعم لمشروع تطوير التعليم، والشكر أجزله لقيادتنا السياسية على المتابعة والدعم، والشكر للحكومة ولمجلس التعليم والموارد البشرية برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وهو المجلس الذي ينجح، بامتياز، في تحويل توجهات القيادة والحكومة إلى واقع، وشكراً لوزارة التربية والتعليم. المنجز كبير ومهم، وكذلك المأمول.

ebnaldeera@gmail.com