الفيزياء منطق الإيمان

08-03-2019
عبداللطيف الزبيدي

هل تحتاج الفيزياء إلى من يقودها إلى طريق الإيمان بوجود خالق للكون؟. الفيزياء هي الأهم، لأنها الأولى، وإلاّ فإن العلوم الأخرى لها من الدلائل، ما يغني عن الكثير من الوسائل. أينشتين معه حق حين قال: «ثمّة علم واحد هو الفيزياء، البقية كلها تفاصيل». الفيزياء جاءت بالكيمياء، وهذه أتت بالبيولوجيا، فالمرجع الفيزياء.
لم يعد في إمكان أشدّ الملحدين لجاجة وعناداً، التشكيك في وجود خالق للكون، أمسى الجدل العقيم هزالاً ذهنياً تجاوزه العلم. هو ذا المنطق العقلي المبين بلا منازع: إذا سلّم المنكرون بأن الكون كانت له بداية يتفق عليها الكثير من العلماء، أي الانفجار العظيم، فإن عليهم التسليم بأن القوانين الفيزيائية التي سار عليها الكون حتى الساعة، لم تتغيّر منها ذرّة أو ما دونها، بمعنى أن القوانين الفيزيائية كانت موجودة عند انطلاق الكون منذ البداية، وإلاّ ما كان لما كان أن يكون، ولَما تحقق ما تحقق. فليسألوا أنفسهم: هل يعقل أن تكون القوانين الفيزيائية التي سار عليها الكون، وما قام عليها من علوم حتى الآن، قد أنشأت نفسها بنفسها، وأوجدت بنفسها تصوراً لكل العلوم التي قامت عليها، من دون أي مدبّر مقدّر سبقها وأطلقها لحظة بداية الزمان والمكان؟.
فيزياء الكمّ تعيد إلى المشهد مفهوم الأزليّة، فهي ترى أن الانفجار العظيم لا يشكّل البداية. الكون يتوسع، أي أنه كان أصغر وأشدّ كثافة وحرارة، سوى أن ذلك الصغر ليس صفراً في النهاية، فعند أقصى الانضغاط، ينفجر فيولد كون جديد يتوسع، وهذا هو ما ترجحه فيزياء الكمّ، أي سلسلة غير معروفة العدد من الأكوان السابقة، ما يعطينا صورة الأزل. خلاف الكوانتوم مع نسبية أينشتين العامّة، هو أن الجاذبية لا تنطبق على بداية الكون في دقائقه الأولى، في تلك المرحلة الخاطفة لا وجود للجاذبية؛ فالقوى الأربع واحدة.
لزوم ما يلزم: النتيجة العلمية: كيف خطر ببال ستيفن هوكينج في القرن الماضي، أن فيزياء المستقبل هي الميتافيزيقا؟

abuzzabaed@gmail.com