نتنياهو وخصومه

08-03-2019
صادق ناشر

يعاني رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، لتجاوز المحطة الأصعب في حياته السياسية، المتمثلة في توجيه تهم رسمية له تتعلق بقضايا فساد، من بينها الاحتيال وخيانة الأمانة الوظيفية، وتلقّي رشوة، وهي التهم التي من شأنها أن تقضي على حياته السياسية والحزبية، إذا ما أدين فيها خلال المحاكمات التي ستعقد لهذا الغرض قريباً، لذلك يحاول البحث عن نصر انتخابي سريع يتمثل في تأمين 40 مقعداً لحزب «الليكود» الذي يترأسه في «الكنيست»، عوضاً عن 30 مقعداً يحوزها في الوقت الحاضر.
حاول نتنياهو حصر أضراره انتخابياً وسياسياً، بشنّ هجوم على الإعلام والقضاء، متحدثاً عمّا يسميها «مؤامرة» و«حملة شعواء» تستهدفه وحزبه، وقد ظهر خلال تدشين الحملات الانتخابية الأخيرة محاولاً بث الشعور بالقوة والثقة، طالباً منحه فرصة للبقاء في الحكم، بهدف «مواصلة مسيرة الإنجازات الهائلة التي تحققت في زمنه ولم تشهد «إسرائيل» مثيلاً لها»، حسب قوله.
لم يحدث أن بدا نتنياهو بمثل هذا الضعف، كما هو في الوقت الحاضر، إذ إن التهم التي تلاحقه، تؤكد أنه ما زال يراهن على تطرف المجتمع «الإسرائيلي»، من أجل مواصلة قبضة دولة الاحتلال على كافة المناطق الفلسطينية، تتساوى في ذلك الضفة الغربية وغزة، ذلك أن الهدف يكمن في إبقاء الفلسطينيين تحت رحمة السياسة التي يتبعها اليمين المتطرف، المتمثلة في الصدام الدائم مع كافة أبناء الشعب الفلسطيني، مستغلاً حالة الخصومة الكبيرة بين القوى والفعاليات السياسية والفلسطينية، خاصة بين حركتي «فتح» في الضفة و«حماس» في القطاع.
في الغالب، سيحتاج نتنياهو إلى حلفاء لكي يشكل ائتلافاً، إذا ما لم يحصل على النسبة المطلوبة، التي تزيد على نصف عدد «الكنيست»، البالغ 120 مقعداً، وبالتأكيد لن يجد أكثر من حلفائه، الذين ساندوه في التشكيل الحكومي الحالي، غير أن هذا الائتلاف يبدو غير قادر على الصمود في المرحلة المقبلة، إذ إنه وفقاً لاستطلاع رأي أجري مؤخراً، فإن نتنياهو لن يكون قادراً على تشكيل ائتلاف حكومي في الانتخابات المقررة في 9 أبريل/‏ نيسان المقبل.
يواجه نتنياهو في الانتخابات المقبلة، منافسة شرسة من قبل تحالف «أزرق أبيض»، الذي بات يشكل تهديداً حقيقياً لزعامة الليكود وحلفائه، حيث نشأ هذا التحالف عن اتحاد حزبي «حصانة «إسرائيل»» بزعامة بيني غانتس، و«هناك مستقبل» بزعامة مائير لبيد، حيث يبدو أنه قادر على هز المكانة السياسية التي يتمتع بها «الليكود» وزعيمه نتنياهو، بل وربما الفوز عليه في الانتخابات.
لقد اختار منافسو نتنياهو إطلاق حملتهم الانتخابية، من هضبة الجولان السورية المحتلة، في إطار مزايدة سياسية تهدف إلى سحب أوراق من تحت أيدي نتنياهو، وهي رسالة تريد الإيحاء بأن التحالف الجديد بات الوحيد القادر على حماية أمن «إسرائيل» وردع أعدائها بشكل حقيقي.

Sadeqnasher8@gmail.com