معارك الذكاء الاصطناعي

07-03-2019
عبداللطيف الزبيدي

هل خُيّل إليك أن الحديث عن«معارك»هكذا نكرة غير معرفة؟كلاّ، إنها معارك العرب مستقبلًا، من ذلك الاستقبال السريع، مسألة سنين معدودات.الغريب، أن الغرب، الذي يملك ناصية الذكاء الاصطناعي، يعكف مفكروه ومراكز بحوثه ودراساته، على استشراف المفاجآت السيئة التي قد تغيّر مصير الإنسان على الكوكب، أو تغير مصير الكوكب إلى غير رجعة. القضية الرهيبة، هي أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مشكلات آلات. لقد صار الدماغ البشري في الميزان أمام الآلة. فما وزن الاستعداد العربي في هذه الموازين؟
فلاسفة الغرب يطرحون بجدّ سؤالاً يلوح غير ذي بال وربما ساذجاً: ماذا لو تغلبت الخلايا الاصطناعية على البيولوجية؟ العلماء في جامعتي أوكسفورد البريطانية،و«يال»الأمريكية، يرون أن الآلة الذكية ستتجاوز القدرات الآدمية في جميع المجالات، في ظرف خمس وأربعين سنة. التقدم العلمي والتقاني سيختصر المدة على الأرجح، مثلما حدث في ميادين عدّة. ههنا على العرب أن ينظروا إلى الأمور بعيون الصراعات والنزاعات المحتملة. اليوم ليس لهم ترسانة خمسمئة مرادف للسيف. بصريح الواقع، لا يصنع العالم العربي خمسمئة نوع من السلاح، حتى في دنيا الرسوم المتحركة. خارج ساحات القصائد الشعرية، إحدى المدن الكبيرة، كان بها 140 ألف عسكري، أخذتها«داعش»بخمسة آلاف إرهابي. أين«نموت نموت ويحيا الوطن»؟
لا تخلع نعليك ولا تصبح رجلاك أعلى من رأسك وأنت الفرار الفرار، وقل لنا: كيف ستواجه القوات العربية في مقبل السنين، جيوشاً من الآلات الذكية، مجهولة القدرات والأسلحة الفتاكة، لا تملك ولا حتى قطرة من بحر احتمال أن تستيقظ فيها ذرّة من مجرّة الضمير. الدول المتقدمة في الذكاء الاصطناعي تخشى ما لم يُحسب له حساب في سلوك الآلة إذا تعملقت في تجاوز طاقات الآدمي وكفاءاته. ما يجب وضعه في الحسبان، هو أن كل الأسلحة المتطورة حتى الساعة، لا تعدو أن تكون تقليدية، وستكون متحفية بعد عقد أو عقدين.
لزوم ما يلزم: النتيجة السحرية: نحتاج إلى طب عجيب، فنحن لا نستعد بالوقاية ولا نحن أهل للعلاج.

abuzzabaed@gmail.com