2019 ثقافياً في الإمارات

07-03-2019
يوسف أبو لوز

مكثّفة، بل متسارعة دورة الحياة الثقافية الإماراتية مع بدايات 2019 وعلى المستويات الثلاثة: المحلي والعربي والعالمي تحت مظلّات متخصصة في الشارقة وأبوظبي ودبي بحيث يكمّل كل نشاط نظيره الآخر في إطار عام من الحيوية والتجانس والتفاعل الإيجابي المشترك.

تحتفل جمعية الناشرين الإماراتيين بمرور عشر سنوات على تأسيسها بعد دعم منظم وموصول من جانب الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، مؤسس ورئيس الجمعية. والمحصّلة 138 دار نشر الكثير منها تعود في ملكيتها وفي إدارتها لكوادر أدبية ثقافية إماراتية، فضلاً عن مذكرات تفاهم وحضور عربي ودولي في المناسبات المعنية بصناعة النشر والكتاب في العالم. والمهم في هذا الكيان النشري الإماراتي أنه حقق في عشرة أعوام ما لم تحققه كيانات نشرية أخرى في العالم في عشرات الأعوام، والمهم أيضاً أن جمعية الناشرين الإماراتيين أوجدت لقطاع صناعة الكتاب في الإمارات هوية محلية ذات بُعد عربي وعالمي، ووجدت الجمعية لها فضاءات مساعدة ومحفزة للعمل والنجاح في حقل النشر. ويتمثل ذلك في إنشاء هيئة الشارقة للكتاب، ومدينة الشارقة للنشر، وحركة الترجمة النشطة والعالمية في مشروع كلمة في أبوظبي. هذه تفصيلة أولى من دورة الحياة الثقافية في بدايات 2019.

التفصيلة الثانية مهرجان طيران الإمارات الذي بدأت فعالياته الجمعة الماضي، وتنتهي مساء السبت، والمحصّلة، حوار ثقافات وحوار فنون وحوار آداب في مناخ إنساني تفاعلي، إلى جانب أنشطة ميدانية أيضاً.

لقد شهدت أبوظبي خلال الأسابيع القليلة الماضية لقاءات مهمّة تتصل بالنشر وثقافة المخطوطات، وتتواصل بانتظام دورة الترجمة في المشروع الأكبر من نوعه في المنطقة وهو مشروع «كلمة» للترجمة الذي يقترب الآن من الألف عنوان، وبعد أسابيع ينطلق معرض أبوظبي الدولي للكتاب الحدث الثقافي الذي تلتقي فيه أكثر من فعالية، كما يلتقي فيه، كما في كل دورة، كتّاب وإعلاميون وناشرون وفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب، الجائزة الأكبر على المستوى العربي والأرفع ثقافياً واعتبارياً في حقول إبداعية عدة.

من المناسبات السنوية الثقافية المنتظمة في الإمارات، إلى المناسبات الجديدة، إلى المبادرات والأحداث النوعية وعناوينها دائماً الفنون والآداب تتواصل دورة الحياة الثقافية في الإمارات، وهذا العام بشكل خاص تصب الكثير من الفعاليات المحلية في ثقافة التسامح في عام التسامح القيمة الأخلاقية النبيلة، والفنون خير من تعبّر عن هذه القيمة لأنها تخاطب الإنسان، وتُشبع حاجته إلى الجمال.

2019 بدأ بداية ثقافية قوية منظمة ويعود ذلك إلى حسن التدبير الإداري للمؤسسات الثقافية المحلية.

yabolouz@gmail.com