زمن المرأة الإماراتية

يشير اليوم العالمي للمرأة إلى زمن المرأة الذي هو الزمن كله، وللمرأة الإماراتية يومها المضيء وزمنها الجميل منذ غرس والدنا وقائدنا وحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وهو العهد المزدهر بتمكين المرأة وتحقيق شراكتها في المجتمع، حاضراً ومستقبلاً، على الوجه الأكمل. بهذا المضمون عبرت أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وهي الشاهدة على ما حدث، والمسهمة في صنع ما حدث، حيث وقفت، على مدى العقود، إلى جانب القائد المؤسس، حتى حفلت سنوات الإمارات منذ النوافذ الأولى والبواكير الأولى بذلك الحس الإيجابي العميق تجاه المرأة، كركن أساسي في البيت والمجتمع، وكشريكة للرجل، أبيها وأخيها وابنها، في معركة البناء والعمل والتضحية.

اليوم احتفال الوطن بالمرأة الإماراتية أماً وعاملة وطبيبة ومهندسة ومعلمة ومحامية وصحفية وأكاديمية وشرطية ومقاتلة وسفيرة ووزيرة وعضوة في المجلس الوطني الاتحادي، برلمان دولة الإمارات الذي يحقق، بتوجيهات القيادة السامية، نسبة 50% من عدد أعضائه الخمسين للمرأة الإماراتية في مجلس 2019 الذي يتشكل، انتخاباً وتعييناً بعد شهور قليلة.

يأتي ذلك أيضاً بعد تكريس مبدأ المساواة بين الجنسين في مجتمع الإمارات والعنوان أن المرأة والرجل، الرجل والمرأة، اليوم، شريكان وندان، وأن المرأة مع الرجل، وأكثر منه أو أقل، حققت نجاحات منقطعة النظير في العمل العام، وقبل ذلك في المدرسة والجامعة، حتى أصبحت مثالاًَ يحتذى، وحتى نظر إليها العالم بإعجاب كبير.

فما هي الرسالة التي توجه إلى مجتمع الإمارات في اليوم العالمي للمرأة؟ المرأة الإماراتية أعرف الناس بالتحولات الكبرى التي حصلت في دولة الإمارات، والمحافظة على النهضة والمضي أشواطاً في العمل من أجل استكمالها واجب المرأة مع الرجل وربما قبله، باعتبار أن المرأة معلمة وموجهة وملهمة الرجل الأولى.

والنساء أمهات الشهداء، فلا بد أن نستحضر في اليوم العالمي للمرأة المواقف البطولية، لأمهاتنا، أمهات الشهداء والجرحى والمصابين، اللواتي كن في حجم الثقة والمسؤولية وأكثر، وكن الصابرات المستبشرات، والناسجات رايات القوة والإباء، والرافعات أعلام الولاء والانتماء والوفاء في الأعالي.

ربما احتفلت نساء الأرض جميعا بيوم المرأة العالمي، وهذا من حقهن، لكن احتفال المرأة الإماراتية مكتنز بالمعنى، وله نكهة متميزة وطعم آخر. نهضة المرأة التي تحققت في أقل من خمسين عاما لافتة ومدهشة، وهي إنما تحققت بتكاتف المرأة والرجل معا، ما دل ويدل على وعي شعب الإمارات الذي استجاب لنداء قيادته، فتجاوز الحواجز والمعوقات، ووصل سريعاً إلى قمة الدنيا يسوق المكرمات والمعالي، ويحقق زمنه الخاص ومنجزه الخاص.

ألف تهنئة للمرأة الإماراتية التي أعطت وبدلت وتفانت وأخلصت، وفي الطليعة أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله وأطال في عمرها أعواماً مديدة.

ebnaldeera@gmail.com