قمة بلا نتائج

07-03-2019
آندرو سالمون *

انتهت القمة الأمريكية - الكورية الشمالية في هانوي يوم 28 فبراير/شباط بطريقة مثيرة وغير متوقعة، حيث لم يتم التوصل إلى أي اتفاق، ولم يصدر أي إعلان، كما لم يعلن عن أي خريطة طريق للمستقبل.
بعد يومين من المحادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون، بدا أن كلا الطرفين كان أكثر طموحاً مما يجب. وقد قال ترامب: «رأينا - أنا وهو ( وزير الخارجية مايك بومبيو ) - أن توقيع أي شيء ليس جيداً. كانت لدينا خيارات ( قبل القمة )، ثم قررنا ألا نبت في أي خيارات. وفي بعض الأحيان، يتعين علينا أن نتوقف ( عن التفاوض ).
فما الذي حدث في القمة، علماً بأن أجواء تفاؤل سبقتها ؟. 
يبدو أن كلا الطرفين سعى إلى تحقيق الكثير جداً خلال ثاني قمة فقط بين دولتين لا تزالان عمليا في حالة حرب منذ الحرب الكورية في 1950.
وحسب تصريحات ترامب وبومبيو عقب انتهاء القمة، فإن الجانب الكوري الشمالي أصر على رفع جميع العقوبات، في حين أن الجانب الأمريكي أصر على تفكيك جميع المنشآت النووية الكورية الشمالية، وليس فقط منشأة يونغبيون النووية الرئيسية. وقال ترامب:«الأمر كان يتعلق بالعقوبات. هم أرادوا رفعها كلها. ونحن ما كان يمكن أن نفعل ذلك». 
وشدد ترامب على أنه لم يطالب بتفكيك منشأة يونغبيون فقط، و«إنما أيضا منشآت أخرى اكتشفنا وجودها... أعتقد أنهم فوجئوا لأننا كنا نعرف بوجودها ( المنشآت الأخرى )». 
وفي الوقت ذاته، أوضح بومبيو أن«المشكلة»مع كوريا الشمالية تتجاوز مسألة الأسلحة النووية، لتشمل أيضاً الصواريخ. وقال: «منشأة يونغبيون ليست سوى عنصر واحد... هناك الكثير من الصواريخ، والرؤوس الحربية، وأنظمة الأسلحة». 
وعقب القمة، سأل صحفيون الرئيس ترامب عما إذا كانت هناك خطط لعقد قمة أخرى مع الزعيم الكوري الشمالي، فأجاب:«ليس هناك شيء في الوقت الراهن. سوف نرى ماذا سيحدث». وفي وقت لاحق، قال إن قمة أخرى ( ستكون الثالثة بعد قمتي سنغافورة وهانوي )«قد تعقد في وقت قريب، وقد لا تعقد قبل زمن طويل». 
وفي تصريحاته، أعلن ترامب أيضا أنه يعتزم التحدث (هاتفياً) مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي - إن ومع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي. 
والرئيس مون يؤيد بقوة الحوار والتفاوض بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، ولهذا يبدو أن نتائج قمة هانوي قد خيبت أمله. أما بالنسبة لرئيس الوزراء الياباني آبي، فيتوقع أن يكون سعيداً لإخفاق القمة. 
وفي جميع الأحوال، يرى كثيرون من المحللين أن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية كانتا تغذيان في قمة هانوي آمالًا أكبر مما يمكن تحقيقه فعليا. وقال شوي جين- ووك، الباحث في جامعة هانكوك لدراسات السياسات الخارجية في سيؤول:«كلاهما ( الجانبان الأمريكي والكوري الشمالي ) غذى منذ البداية آمالاً أكبر مما يمكن تحقيقه. لقد أفرطا في التفاؤل». 
وتطرح الآن علامة استفهام كبيرة حول مستقبل الحوار الدبلوماسي والتفاوض بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، رغم أن هذا الحوار بدا واعداً في القمة الأولى في سنغافورة في يونيو/حزيران 2018.

* كاتب لدى موقع «آسيا تايمز»