تعقيدات الأنظمة ذاتية القيادة

06-03-2019
أندرو روسيل *

ظهرت السيارات ذاتية القيادة خلال الفترة الماضية، كتوجه واعد لمستقبل النقل، وتزامن معها الكثير من الابتكارات والإنتاج، ولكن أكثر ما يؤرق المتابعين لهذا المجال، هو قدرة تلك الأنظمة الذاتية على تسيير ذاتها بمفردها، بمعنى أن تكون الأنظمة الرقمية المخزنة فيها هي من تشغلها فعلاً، مع الاستعانة بالإشراف البشري ضماناً للسلامة والأمن.

ورغم ذلك فإن العديد من الخبراء المطلعين في المجال يشيرون إلى أن بعض الشركات تطور حالياً برامج ذاتية بالكامل، لا يمكن فيها التحكم خارجياً بواسطة عناصر بشرية إلا في حالات الضرورة القصوى، وهو ما يعني تخفيض عدد الموظفين المخصصين للإشراف على تلك البرامج. وفي حين أن جميع أنظمة القيادة الذكية مزودة ببرامج حماية، إلا أنها غير مبرمجة على تحديد كل العناصر التي تهدد سلامة سير المركبة.

ولكن الإجراءات والشروط التي تفرضها السلطات فيما يتعلق بأنظمة القيادة الذاتية والمكابح، يبدو أنها شهدت تحسناً ملحوظاً فيما يتعلق بتماشي منتجي تلك الأنظمة معها، وهو ما يعني الاستعانة بعدد أقل من الموظفين أيضاً. عزز هذا الأمر من الشكوك التي تدور حول تغول أنظمة الذكاء الاصطناعي واستيلائها على الوظائف البشرية، في ظل التقارير العديدة التي تشير إلى أن نسبة الوظائف التي ستشغلها الأنظمة الذكية بحلول العام 2030 ستبلغ أكثر من 35% من الوظائف.

ورغم ذلك فإنني أعتقد أن تلك المخاوف غير منطقية؛ بسبب أن التطور التكنولوجي أثبت أنه يوفر للاقتصادات العالمية دعماً قوياً، وبالتالي خلق العديد من الوظائف البديلة، فقد أظهرت دراسة أجراها مجموعة من الباحثين، أن كل وظيفة تتم خسارتها لصالح أنظمة الذكاء الاصطناعي، ستتوفر مقابلها وظيفتان في قطاعات مختلفة. ويجب ألا تمثل الاحتمالية الضئيلة للخطأ، مفاجأة لأي شخص ذي علاقة بتصميم أو تطوير السيارات الذكية؛ حيث إن مبدأ السلامة أولاً، والذي يجب على المطورين ومنفذي برامج القيادة الذاتية العمل عليه، سيؤدي بشكل طبيعي إلى تفادي الكثير من الأخطاء.

تواجه أنظمة القيادة الذاتية صعوبات في التفريق بين العناصر والأجسام التي تواجهها، وهذه الأمور الحساسة يمكن أن تُحدث أضراراً بالغة، يجب أن تكون الأولوية القصوى للمطورين لدراستها وتطويرها بشكل أعمق. أهم ما في هذا الأمر هو التركيز على تطوير برامج تكون نسبة الخطأ فيها صفراً، وإضافة العنصر البشري اللازم أيضاً لحماية الأنظمة من التوقف أو الأعطال، والعمل على تطوير الأنظمة لأن تصبح مساعدة للعنصر البشري وليس العكس.

* نيويورك تايمز