تريض كبار المواطنين

06-03-2019
حصة سيف

دعوة «كبار المواطنات» للتريّض في جبل جيس، ضمن فعاليات نادي رأس الخيمة الرياضي الثقافي، وضمن أنشطة الموسم الثقافي الرياضي الثاني، وتفاعلًا مع اليوم الوطني الرياضي، كان لها صدى مغلف بالاستغراب، رغم أن التريض بحد ذاته فسحة لهن، ودعوة لمشاركة البنات مع أمهاتهن في النشاط الرياضي، وهي أيضاً دعوة لتفعيل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حين دعا لتسمية كبار السن بكبار المواطنين، وخصهم بسبعة محاور وطنية، منها التواصل المجتمعي، والحياة النشطة.
فماذا تعني «الحياة النشطة» إلا أن تكون الرياضة جزءاً منها؟، وحين ندعو كبار المواطنات لا يعني بأن جميعهن، حفظهن الله، مقعدات، ولا يستطعن الحركة، إنما الكثيرات منهن، ينبغي ان يحافظن على لياقتهن، وصحتهن، ولابد أن يكون ذلك التوجه من الجميع، وحين يدعو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فتوجيهاته نعدها أوامر، على الجميع أن يتجاوب معها، وليس الجهات الحكومية فقط، فجمعيات النفع العام والنوادي الرياضية والمراكز الترفيهية جميعها يجب أن تتجاوب مع تلك التوجيهات، وتخص كبار المواطنين، الشريحة الغالية على قلوبنا بالخدمات والفعاليات، فهم من أعطوا وما زالوا يعطون، وهم السند والذخر، وما دام مجتمعنا المترابط يسعى دائماً لتقوية أواصر التعاون والمحبة، فهم الأَولى بأن نقدم لهم الكثير، ونخصهم بأنشطة رياضية ترفيهية، تخفف عنها أوجاع الزمن، وتجعلهم هم حاضرنا ومستقبلنا الذي نشد بهم ظهورنا.
أن نسعد أمهات وأباء أقصاهما الزمان بعد التقاعد، وبعد أن خرّجوا كوادر مؤهلة من أسرهم، فذلك شرف عظيم لنا، فلنتحْ فرصة لتلك الشريحة، وهو دور ننشده من الجميع، ولابد لنا أن نخصهم على الأقل بفعالية، ولو كانت خارجة عن المألوف، وندعو من خلال تلك الفعاليات أن تكون «الرياضة» خياراً صحياً لهم، ولجميع أفراد الأسرة، وتكون «الرياضة» جزءاً أساسياً في محور التواصل المجتمعي والحياة النشطة، وهنا أيضاً دعوة إلى ألّا نركنَ لكل ما هو تقليدي، ولا نخص بالرياضة فئةً معينة دون أخرى، فالجميع مهما كان نوع الرياضة، يتناسب معه ويخفف عنه الأوجاع، كلٌّ على عمره وقدراته، فمجتمعنا يتغير بشكل ديناميكي رائع نحو الحياة الصحية، وممارسة الرياضة، وخاصة من شريحة الشباب، إلا أن ما ينقصنا هو ضم الفئات الأخرى، سواء كانوا كبار السن أو الأطفال لذلك التوجه، فهم أيضاً يحتاجون لتلك الممارسات الصحية، ولتكنْ الدعوة للجميع لممارسة الرياضة، خاصة مع اليوم الرياضي الوطني الذي يأتي غداً، ونرجو فيه جميع المراكز والأندية الرياضية، بأن يخصصوا ولو جزءاً من فعالياتهم لتلك الشريحة الغالية على قلوبنا لكبار المواطنين والمواطنات؛ لنحقق تواصلهم المجتمعي وحياتهم الصحية.

hissasaif@daralkhaleej.ae