ركلات الجزاء في الجزائر

06-03-2019
عبداللطيف الزبيدي

هل جاء دور الخوف على الجزائر؟ الخوف في محلّه، حتى لو بلغ درجة الرعب. بلدان كثيرة لم تسترعِ زلازلها انتباهنا، «وأفقنا، ليت أنّا لا نفيق»، «ضربة طاحت ببلدان الكرى». سبق مراراً عدم خوف العرب على بلاد العرب، وكانت النتيجة المتكررة كالأسطوانة المشروخة، حدوث شروخ في الجسد العربي، لن تجد من يجبر عظامها المكسورة قبل عقد أو عقدين، بتفاؤل.
السياسة الحكيمة لا تنظر إلى الإيجابيات كمصادر نعمة مطلقة، وإنما أيضاً كسلبيات محتملة. الجزائر مثلاً: ما شاء الله ثروة نفطية كبيرة، فمنذ السنوات التي سبقت الاستقلال ونحن نسمع هدير اسم شركة «السوناتراك»، فغضّ النظر وقل إنها لم تجد فرصة لتغيير حياة الجزائريين إلى الأفضل في ستين سنة. ما عند الله خير وأبقى. لا شيء يسيل لعاب التماسيح الدولية، مثل مصادر الطاقة. على هذا المنوال: مساحة المليونين، عظمة جغرافية، لكن الطامعين يرونها فردوس الشياطين، أيّ قوة تقدر على حماية هذه الحمى؟ زد على ذلك وجود العرب والأمازيغ، هل نسينا كوارث الشيعة والسنة، الأكراد والعرب، المسيحيين والمسلمين في العراق. بؤر التوتر في ليبيا قصة أخرى لا تخلو من العلاقة بالجزائر. على صعيد شهوات السياسات الدولية، الولايات المتحدة وكبار الاتحاد الأوروبي، وعلى الضفة الأخرى، روسيا والصين،كلٌّ يغني على الجزائر التي في خياله.
الشعب الجزائري هو صاحب الكلمة في ما يجري، ما يهمنا طرحه هو إشارات وتنبيهات، يبدو أن العالم العربي يراها كشعرة محتقرة في مفرقه. علينا أن نتأمل الخريطة العربية التالية: الجزائر، ليبيا والسودان،5.7 مليون كم مربّع. ثم علينا تخيّل الثروات النجومية، المتورطة تاريخياً في الوقوع في أيدي أنظمة من العالم الثالث، حيث الحريات من المحرّمات، أمّا المشاركة في القرار فدونها الدماء إلى الأذقان. اليانصيب المشؤوم، هو عندما تشاء المصادفات النحسة، أن يكون الوضع على ما صوّره الشاعر: «وهل يستقيم الظل والعود أعوج؟».
لزوم ما يلزم: النتيجة الكروية: النظام والمعارضة في الجزائر،وصلا إلى ركلات الجزاء.

abuzzabaed@gmail.com