وطن حدوده الفضاء

06-03-2019
ابن الديرة

في الريادة الإماراتية للفضاء وعلومه مجاز وحقيقة: المجاز أن في ذلك طموح وطن يتجاوز حدود المستحيل، وأن دولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، تؤمن بأن كل ما دون الفضاء البعيد والمريخ مقدور عليه. الحقيقة أن هذا سياق الإمارات ونهضتها وتنميتها، وفيه، به استكمال شكل ومضمون وروح دولة تتفوق سياسياً واقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً وثقافياً. دولة متقدمة وحقيقية، ومن هذا المنطق والمنطلق، تخطط دولة الإمارات للفضاء، ويصل مسبار أملها إلى المريخ، وتدرب مواطنيها ليكونوا رواد فضاء، كما دربتهم قبل ذلك ومعه ليكونوا رواداً وخبراء في التعليم والطب والقانون والإعلام والسياسة والاقتصاد إلى آخره مما يصعب حصره في هذا المكان.

وفي استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله لرائدي الفضاء الشابين الإماراتيين الدكتور سلطان النيادي وهزاع المنصوري مجاز وحقيقة: المجاز أن هذه رسالة إلى مجتمع الإمارات خصوصاً فئة الطلاب والشباب، وهي كذلك رسالة إلى العالم.. الإمارات دولة قادرة ولديها إمكانات مقرونة بخطوات علمية ملموسة، وهي بذلك جزء أصيل من العالم المتقدم. الحقيقة أن ريادة الإمارات للفضاء وعلومه حقيقة بعد أن كانت حلماً، وأنها، بأيد وطنية خالصة 100%، وهذه الحقيقة جزء من حقيقة أكبر أفقها الأكبر والأبعد تنمية الموارد البشرية الوطنية، واعتبار الإنسان الإماراتي، بالفعل والتطبيق، لا القول والتنظير فقط، ثروة الثروات.

أمام الرائدين، أو أحدهما مهمة فضائية في سبتمبر/ أيلول المقبل، مؤداها خدمة البشرية عبر أبحاث وتجارب علمية متصلة بالفضاء والكواكب والجاذبية وغيرها.

وسأل محمد بن راشد رائدي الفضاء الدكتور سلطان النيادي وهزاع المنصوري، وتكرار الاسمين مقصود باعتبارهما مصدر فخر واعتزاز لكل إماراتي وعربي، سألهما عن استعدادهما جسدياً ونفسياً وتدريبياً، شأن القائد الاستثنائي الذي يهتم بالتفاصيل الدقيقة، نحو ضمان أكبر قدر من النجاح ابتداء.

بهذا تنضم دولة الإمارات إلى نادي الفضاء العالمي من أوسع الأبواب، وتضيف إلى علوم الفضاء ما من شأنه إثراء هذه العلوم من جهة، وتعميق قوة الإمارات في محيطها وفي العالم، وتمثيل العرب والمسلمين في مجال ظل لعقود طويلة حكراً على غيرهم.

أما رسالة دولة الإمارات، بهذه الفكرة وهذا الإجراء، إلى العالم، فمؤداها أن هذه الدولة الرائدة تسابق العصر وتسبق، لتقدم أنموذجاً متفرداً من التقدم والنهوض والإبداع والابتكار، أنموذجاً من التوازن والاستدامة، يحافظ، في الوقت نفسه، على الإرث والأصالة والمعاني والقيم.

للخيل فرسان وللتميز عنوان، هذا هو شعار جديد يمكن أن ينطلق منه شبابنا إلى المستقبل بكل ثقة وقوة وطاقة، وهل الشباب إلا أركان البنيان.. إن دولة تتعامل مع شبابها ومستقبلها بهذه الروح الخلاقة الوثابة، تصل وتنجح، لا بد من أن تصل وتنجح.

شكراً مركز محمد بن راشد لعلوم الفضاء.

شكراً محمد بن راشد.

ebnaldeera@gmail.com