ساندرز في مواجهة ترامب

05-03-2019
صادق ناشر

دخل عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، بيرني ساندرز، أجواء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2020، متحدياً الرئيس دونالد ترامب، الذي سبق أن سخر من موقف ساندرز، الذي تعهد بما أسماها «ثورة سياسية» ضد جشع الشركات العملاقة، التي قال إنها جعلت من ترامب «أخطر رئيس» في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
ساندرز ليس لاعباً جديداً في الساحة الانتخابية الأمريكية، فالرجل البالغ من العمر 77 عاماً، سبق أن خاض منافسة مع هيلاري كلينتون للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي الأمريكي، بمواجهة الرئيس ترامب في الانتخابات الرئاسية الماضية، التي شهدتها البلاد خلال العام 2016، لكنه خسر المعركة لصالح كلينتون، التي خسرت بدورها أمام ترامب في واحدة من كبرى المفاجآت الانتخابية في تاريخ البلاد. لكن تنتظر ساندرز معركة لا تقل أهمية داخل الحزب الديمقراطي إذ عليه أن يحصل على تفويض منه للمضي قدماً في خوض الانتخابات المقبلة أمام الرئيس الحالي ترامب، الذي سيخوض، وفق القواعد الانتخابية، دورة ثانية تستمر لأربع سنوات.
يحظى ساندرز بقاعدة شعبية واسعة في الولايات المتحدة، وقد أظهرت استطلاعات للرأي أن الرجل ينال تأييد قطاع واسع من الأمريكيين، ليس فقط في إطار الحزب الديمقراطي، بل وفي صفوف قاعدة المستقلين، فالرجل يعد ضمن أطول من شغلوا مقعداً مستقلاً بمجلس الشيوخ في تاريخ الولايات المتحدة، إذ يشغل حالياً منصب النائب في ولاية فيرمونت، لكنه يتنافس من أجل الترشح باسم الحزب الديمقراطي، لأنه يرى أن خوض السباق كطرف ثالث خارج الحزبين يقلل من حظوظه في الفوز بالرئاسة، فالحزبان الرئيسيان في الولايات المتحدة هما الديمقراطي والجمهوري، ولم يسبق أن فاز رئيس للولايات المتحدة من خارجهما.
يصنف ساندرز بأنه ديمقراطي اشتراكي، ويعني ذلك بالنسبة له «إرساء اقتصاد لصالح الجميع، وليس في صالح الأثرياء فحسب»، كما أنه يدعم النموذج السياسي لدول شمال أوروبا الذي يوصف بالديمقراطية الاجتماعية. ولدى ساندرز رؤية سياسية واجتماعية تختلف عن كثير من السياسيين الأمريكيين، خاصة الجمهوريين، فهو يركز بدرجة رئيسية على المشاكل الاقتصادية، مثل الدخل وزيادة الضرائب على الأغنياء وزيادة الحد الأدنى للرواتب، والرعاية الصحية العالمية، وتقليل ديون طلاب الجامعات بالإضافة إلى العمل على جعل الدراسة في الجامعات والكليات الحكومية مجانية، وزيادة فوائد التأمينات الاجتماعية وغيرها.
لكن أبرز المواقف السياسية لساندرز تكمن في أنه كان ولا يزال من أبرز المعارضين لغزو الولايات المتحدة للعراق، كما صوت ضد قانون مكافحة الإرهاب، الذي تم فرضه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، وأدى إلى انتهاكات في حقوق الإنسان، كما أن له مواقف مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني، حتى أنه يوصف بأنه «يهودي لا يحب إسرائيل».

Sadeqnasher8@gmail.com