لا حياة لمن تنادي!

19-02-2019

عانى الشباب كثيراً هذا الموسم من أخطاء الحكام واللجان، لكن الشبابيين كعادتهم لم يتوقفوا عند تلك الأخطاء، وركزوا جيداً على الفريق وأحواله، وكانوا بعد كل تعثر يناقشون مشكلاته الفنية، ولم تتجاوز مساحة مناقشتهم لهذه الأخطاء 20 في المئة من حجم نقاشاتهم التي تتركز على انتقاد المقصرين في الفريق.

هذا الأمر رسم صورة ذهنية لدى الأغلبية بأن الشباب حصل على كامل حقوقه ولم يتعرض لأي ظلم، وهذا غير صحيح، وكل ما في المسألة أن الشبابيين يتمتعون بـ"وعي" كبير يجعلهم يتحررون سريعاً من اي مشكلات خارج الملعب ويركزون على ناديهم، وهذه سياسة إدارة النادي أيضاً التي شاهدنا تعاملها مع قرار إيقاف سيبا، إذ اكتفت بتغريدة فيها أبيات شعرية موجهة لحساب اتحاد القدم، ومن دون شك إنها أدت الغرض وأوصلت الرسالة لمن يهمه الأمر.

في مواجهة الفتح تعرض "الليث" لأخطاء تحكيمية فادحة تسببت في هزيمته، وكانت امتداداً لأخطاء سابقة وتكررت أيضاً مواقف الحكام مع الشباب أمام الوحدة، انتقد الشبابيون الحكام، لكنهم في ذات الوقت وجهوا سهام نقدهم لمن يستحق داخل ناديهم، بعكس فئة من جماهير وإعلاميي أندية أخرى تنشغل عن فريقها بالحكام واللجان، إلى درجة أنهم يبعثون الاطمئنان في نفوس الإدارة والجهاز الفني واللاعبين بأنهم مهما قصروا لن يتعرضوا لأي ضغوطات، كون الجماهير والإعلاميين سيتجهون نحو أطراف أخرى، لإيمانهم بنظرية المؤامرة.

ثقافة الشبابيين تمزج بين عدم التفريط في حقوق النادي، والعقلانية في الطرح، وتجلّت ثقافتهم خلال تعاطيهم مع أخطاء الحكام واللجان، بتسجيل مواقف عدة ضد من يتعدى على "الليث" أو يسلبه حقوقه، في المقابل هم لا يبالغون في ذلك إلى درجة "الضجيج" في مواقف الحق والباطل والبكائيات التي تُخرج الفريق خارج الملعب، وتزرع في أذهان اللاعبين نظرية "المؤامرة"، فالمطالبات الشبابية تخص حقوق النادي المشروعة، دون فعل ذلك ورفع الصوت سواء كانوا في موقف سليم أو خاطئ مثلما يفعل البعض، كما أن مطالبات الجماهير والإعلاميين بحقوق النادي لا تجعل الشبابيين يتغاضون عن نقد أي شبابي مقصر، وهذا دليل وعي من ينتمون لـ"شيخ الأندية".

المواقف برهنت على أن الشبابيين لا يصرخون كثيراً ولا يتبعون سياسة الصوت العالي، وكل ما أتمناه ألا تستغل لجان اتحاد القدم ثقافة الشبابيين وحلمهم من خلال إغراقهم بأخطاء الحكام واللجان، وعلى رئيس لجنة الحكام خليل جلال أن يعلم أن الشباب فريق "كبير" وجداره ليس بالقصير، وموقعه في سلم الترتيب حساس، لذلك مبارياته لا تحتمل حكاماً "غير جاهزين" بشهادته، أو آخرين يتدربون في مبارياته على "VAR" أو يُجهزون للعودة إلى التحكيم بعد غياب طويل، ومن الضروري استمرار طواقم الحكام الأجنبية "كاملة" حتى يصبح حكمنا السعودي جاهزاً 100 في المئة، ونقول لمسؤولي اتحاد القدم: "اتقِ شر الحليم إذا غضب".