«ماشي الحال»

19-02-2019

تلاطمك الحياة فتموج بكل ما هو في داخلك، ترفعك قليلاً وتهوي بك أكثر.. وتغدو بك رحلة التفكر نحو أفق تشعر أنه رحيب.. تلامسه الشمس ويمسكه المساء.

تناقضات، صعوبة، ألم، أحاسيس مبعثرة، وشتات فكر يجعلك تجوب كل الأبعاد.. وتدور في كل الأفلاك وحدك، فتجد ذاتك تقرض كل بوح ثائر، تائه، يجعلها تثرثر.

  • «ماشي الحال» كلمة يرددها أحدهم حتى لو كان الحال «غير ماشي» وهو يعلم أن الحال قد لفظ آخر أنفاسه في كفن الحيرة.

  • صدمة حين تكون ‏»بعض الأبواب لا تعرف قيمة الطارق حتى يذهب عنها بلا رجعة..».

  • غربة أن تتعرف على نفسك في مرآة مشوهة تظهرك بما ليس فيك حقاً فلا تعرف من أنت.

  • تلك هي الغربة حين تصرخ في زحام حولك.. تنادي أحدهم.. تضج آهاتك فلا يصل صوتك.. ولا يجيبك أحد.

  • مؤسف حين تتعطل الحواس وأنت تشعر بالظلم.. بالغبن.. بالطغيان فلا يسمعك بشر ولا تنتصر.. هناك اتجه لله وحده عز وجل.

  • مهزلة أن يحاول أحدهم إقناعك بأن تغيّر بعض مبادئك لتساير الحياة وتماشي الواقع أو ستتعطل أمورك.. أو لكي تنال مكسباً ما أن تضطر يوماً إلى تمثيل دور لا يليق بك ولم تعرف به سابقاً.

  • كم هو متعب أن تفكر أن تدوس على فضائلك، وترفع رذائلك ظناً أنك ستعلو وتصل إلى القمة.. أو تتظاهر بما أنت لست عليه، تحاول المحافظة على إبقاء صورة جميلة عنك.. أو تدمن استعارات الملامح.. والكلمات.. لكي تثبت لهم أنك صادق.

  • مكانك تعشقه.. ترغب أن تحافظ عليه.. يرغمونك أن تنحني لتيار يجرفك عنه فتصدم.. أو أن تكذب وتكذب لكي تصوّر لهم أنك لست أقل منهم أو من غيرك فتتألم.

  • مرهق أن تجد كل الأحلام التي تحملها دوماً تحولت إلى أوهام لأنك تأخرت.. تكاسلت.. أو منعك أحدهم من تحقيقها فتضحك بصوت مرتفع لتخفي بكاء منخفضاً.. «أو ترتدي قناع الفرح كي تخفي ملامح حزن وجهك الحقيقي».

  • كم هو محبِط.. حين تكون أبجدياتك معطلة فلا تستشعر بإحساس جميل من أحدهم نحوك.. ولا تضع له قيمة.. تغفل عنه بخذلانك.

  • ومزعج ذاك الشعور الذي يجعلك تفكر فيما خسرته سابقاً وأن العمر لم يعد فيه سعة لتسترجعها.. وتدرك أن كل ما مر بك أخذ جزءاً منك ومضى فتلاشى.

  • كم هو صعب أن تركض خلف ذاكرتك مشحوناً.. تتعب.. فلا تنال إلا بقايا ذكرى.. وفوات أوان.. بعد ذلك تصمت نفسك.

  • كم يؤلم.. حين تريد أن تنتشل أحدهم من سوء يعيشه.. وهو يريدك أن تغرق فيه.