أفكار مبتكرة

20-02-2019
حصة سيف

في خضم عرض المشاريع المبتكرة في شهر الابتكار، الجميع سعى لإبراز مهارات وأفكار موظفيه، واستضافة مشاريع مبتكرة من الأفراد والجهات، وتنظيم حلقات مناقشة ومجالس عصف ذهني، بالإضافة إلى عرض منصات الابتكار التي جمعت كل تلك المشاريع في مكان واحد.
الإمارات تبتكر، كانت النسبة الأكبر في الابتكار لطلبة المدارس والجامعات، وعدد من الأفكار المطبقة في مقار العمل لتسهيل نظامه، ولتيسير تقديم الخدمة، وهذا لب الموضوع من الابتكار الحكومي، الجميع يريد أن يتيح فرصة لعرض مشاريع الشباب وأفكارهم المبتكرة، لكن إذا لم تطبق ولم تنفذ ستظل مجرد مشروع مطروح، راق بأهدافه إلا أنه ينقصه التطبيق، والذي يحتاج عادة إلى ميزانية محددة كي يستفيد منه المجتمع، خاصة لأصحاب المشاريع.
ومن المفترض أن يسعى صاحب الابتكار المقدم للجهة المعنية، ألا يضيّع وقته بعرضه في الأماكن العامة، فلا سبيل لتطبيقه إذا لم يكن قد عرض للجهات المعنية، لذا لابد أن يسعى لابتكار شيء يضيف قيمة لحياته، حتى يصل للهدف الذي تسعى للوصول إليه دولتنا، وأن تكون في المراكز الأولى على مستوى الدول المبتكرة بعد ثلاث سنوات تحديداً.
لذا لا يقف الابتكار عند أحد معين بصفاته، أو يقتصر على فرد ذي ذكاء خارق، أو عند مركز ومنصب ما، أو جهة محددة، بل الجميع يمكن أن يبتكر، ويضيف لحياته ولعمله الكثير بأفكاره البسيطة، إلا أن البيئة المحيطة لا بد أن تساعده على تطبيق تلك الأفكار الخلاقة، بدءًا من الأسرة إلى المدرسة، إلى أن يصل لبيئة العمل، فالمطلوب من الجميع أن يبتكر أسلوبًا وطريقة تسهل أعمال المبتكر اليومية، وبالتالي تسريع تقديم خدماته بشكل نوعي، وأن يكون هناك سعي لحل المشكلات بابتكار طرق بسيطة قد لا ينتبه لها أحد بسبب ضغط العمل الروتيني، حتى وإن خلق ابتسامة لزملائه الموظفين من خلال طريقة ما، تساعدهم على تمضية عملهم وهم سعداء بتلك البيئة التي تحيط بهم.
فالابتكار لا يقتصر على براءات الاختراع، ولا يقتصر على الجهابذة، ولا المسؤولين ولا الجهات، إنما هي فرصة قدمتها حكومتنا كي تقدح شرارة الأفكار، و تشجع كل فرد فيها ليدلي بأفكاره، التي لابد أن يكون لها حاضنة تتلقاها، بكل عناية إلى أن تطبق، وشهر الابتكار كذلك فرصة للجهات لتتعاون مع بعضها البعض، وتتآلف من أجل خلق جو عام يشجع على الابتكار، بخدمة متعامليهم بشكل متطور وميسر، وفي شهر الابتكار طوبى لكل مشجع للأفكار المبتكرة، وطوبى لمن جعل أفكاره محفزة للإبداع دائمًا من أجل وطنه.

hissasaif@daralkhaleej.ae