القدس في قلب الإمارات

20-02-2019
ابن الديرة

المنحة التي قدمها صندوق أبوظبي للتنمية، وتبلغ 44 مليون درهم، إلى مجلس القدس للتطوير والتنمية، بهدف دعم مشاريع ومؤسسات النفع العام في المدينة المقدسة، خطوة إضافية جديدة على طريق طويل من الدعم غير المحدود الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة لفلسطين وشعبها وقضيته، خاصة في المناطق التي تقع تحت الاحتلال «الإسرائيلي»، والقدس في القلب منها، لمكانتها الدينية والتاريخية والحضارية لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء.

الأهمية الفائقة لهذه المنحة يدركها المقدسيون جيداً ويعون أبعادها الإيجابية حاضراً ومستقبلاً، فلا مكان تحرص «إسرائيل» على التمسك باحتلاله وضمه كما القدس، وهي تسعى منذ 5 يونيو من عام 1967 إلى تفريغها من أهلها وتحاربهم بكل الوسائل، وتضيّق الخناق عليهم، إلى جانب تغيير معالمها بكل الطرق المتوفرة لديها.

لذلك، فإن كل دعم للقدس والمقدسيين له أهمية قصوى في تمكين الشعب الفلسطيني من الصمود، من أجل تحقيق أهدافه الوطنية العادلة بإقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف، دولة مستقلة وكاملة السيادة، مع الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم المغتصبة قبل عام 1948.

هذه المنحة التي جاءت بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة الصندوق، إنما تعكس الوجه المشرق للإمارات دائماً، والمواقف المبدئية التي لا تحتمل المزايدة من أحد، فالتاريخ أكبر من أن يزيفه أحد، وحكيم العرب باني دولتنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، هو أول من أعلن بلا مواربة أن البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي.

واستمرت الإمارات حاضنة لآمال الشعب الفلسطيني وأهدافه الوطنية بأمانة وإخلاص، فدعمت نضاله لاستعادة أرضه المحتلة، وأنشأت آلاف المشروعات التنموية الضرورية على امتداد الوطن، عبر المنظمات الدولية العاملة هناك، وهيئات الإمارات وجمعياتها الخيرية، والقيادات والحكومة الإماراتية كذلك.

والمكرمة الأخيرة هي نقطة في بحر الخير الإماراتي الذي مازال ينهل منه أبناء الشعب الفلسطيني، لكن ضرورته تكمن في حجم المعاناة التي يعيشها أبناء القدس بسبب سياسة البطش والتهجير وتضييق سبل العيش التي تتبعها «إسرائيل» ضد أبناء المدينة المقدسة ليرحلوا عنها، ويتركوا المجال ل«إسرائيل» لتهويد كل شارع وحارة وبيت ودكان ومدرسة فيها.

ويأتي صندوق أبوظبي للتنمية لينفذ عدداً من المشاريع والبرامج التنموية التي تساهم في تحسين الظروف المعيشية لسكان القدس، وتوفير برامج وأنشطة تدريبية وتعليمية وثقافية ومهنية، تنعكس بالتأكيد بشكل إيجابي على المقدسيين.

هذه هي إمارات زايد وخليفة ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد وسلطان والحكام. عون مستمر، وأبدي، للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والقدس في القلب منها.

ebnaldeera@gmail.com