فضية «آيدكس».. ذهبية الإمارات

19-02-2019
عبدالله محمد السبب

منذ أن وُضِع حجر أساسه عام 1993 في عهد باني الدار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحتى بلوغه اللحظة الراهنة المحتفية بيوبيله الفضي في عهد راعي الدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، و«آيدكس» ينمو بنمو دولة الإمارات التي عاهدت نفسها وكافة إماراتها، ومدنها، وقراها، وأفرادها على اختلاف مواقعهم ومقاماتهم وأعمارهم وأجناسهم، على المثول في الخريطة الجغرافية الإقليمية والدولية، وفي سجلات الذاكرة التاريخية في كل زمان ومكان.
نعم، هو ذا «آيدكس»، معرض الدفاع الدولي الذي انطلقت فعالياته في العام 1993، هو أحد سبعة معارض عالمية متخصصة بالصناعات العسكرية حيث «سوفكس» معرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة في العاصمة الأردنية عمّان ابتداءً من العام 1996، ومعرض الدفاع الجوي والصناعات الفضائية في جنوب إفريقيا، ومعرض «يوروساتوري» للصناعات العسكرية في فرنسا، ومعرض «لوبورجيه» للصناعات الجوية والفضائية العسكرية والمدنية في فرنسا، ومعرض الدفاع «defexpo» في الهند، ومعرض «mspo» في «كيلسي» في بولندا.
«آيدكس»، الذي ولد عملاقاً في العاصمة أبوظبي عام 1993، يبلغ هذا العام دورته الرابعة عشرة على مدى خمسة أيام متصلة، حيث شهر الابتكار الإماراتي في دورته الخامسة، وحيث الزيادة العددية للجهات المشاركة البالغة 1310 من العارضين المحليين والدوليين مقارنة ب 1235 في دورة عام الخير 2017، مع ارتفاع المساحة الكلية للمعرض من 133 ألف متر مربع لتصل إلى 168 ألف متر مربع، بما يعني أن النسخة الراهنة هي الأكبر منذ الانطلاقة الأولى للمعرض.
يبوح لنا هذا القول بأن «آيدكس»، لم يتأسس ليكون ملتقى لفرد العضلات التكنولوجية العالمية؛ بل ليكون منصة عسكرية تلتقي فيها المخرجات الصناعية الدفاعية التكنولوجية العالمية العالية الجودة، وبوابة استراتيجية تعقد عبرها صفقات وشراكات ضخمة بين مختلف الجهات المشاركة، وبما يؤكد أن «آيدكس» بات المصدر الأعلى للمعلومات لكافة القوات العسكرية الدولية البرية، البحرية والجوية.
وإذا كان «آيدكس» محطة لتزويد الدول بأحدث الأسلحة، فإن دولة الإمارات على الرغم من كونها بلد تسامح ومقصد الناس من كافة أقطار العالم، تنطلق من المقولة الخالدة للشيخ زايد طيب الله ثراه: «نحن نبني الجيش لا عن رغبة في غزو أو قتال دولة أخرى، وليس استعداداً للتحرك في الوقت المناسب بهدف التوسع وإنما نهدف إلى الدفاع عن أنفسنا، فلم يكن العدوان يوماً من طبيعة الإنسان على أرض الإمارات، خاصةً أننا محاطون بأشقاء تجري في عروقهم نفس الدماء، ويحملون نفس الآمال، ويواجهون نفس التحديات».

A_assabab@hotmail.com