أرجوكم اختصروا

18-02-2019

حسن علي غالب

كانت معلمتي للغة العربية تقول لنا في نهاية الحصة المدرسية:” أريد أن تكتبوا موضوعا قصيرا بشأن كذا… بحدود مئة كلمة”، أو أن تطلب الطلب نفسه، لكن بحدود مئتي كلمة.
كان موضوع التعبير مزعجا، ويجب أن ننفذه ونحن بأعمار صغيرة، ولهذا كنت ألجأ إلى الاطلاع والقراءة بالوسائل المتاحة لي، ففي حينها لم تكن هناك قنوات فضائية، لا تعد ولا تحصى، ولا مواقع انترنت بالملايين حول العالم، ولا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تجد فيها ما تشاء.
مرت السنوات وأصبحت مدمنا على الكتابة، وما زالت أتبع أسلوب معلمتي نفسه للغة العربية في المواد الأدبية من قصة وقصيدة قصيرة بحدود مئة كلمة، أما المواضيع المتنوعة فبحدود مئتي كلمة، وبسبب هذا لم أنجح في تسويق موادي في صحف عربية كثيرة، فالقيمون عليها يريدون مادة دسمة، وهذا ما لا يمكنني أن أقدمه لهم.
بصراحة لا أعرف كيف الكثير من الصحافيين والأدباء والمثقفين يكتبون مواد طويلة، ومنهم من يكتب عشر صفحات يوميا أو أكثر، أين شعار “خير الكلام ما قل ودل”؟
نحن في عصر السرعة، وهناك أحداث عالمية حدثت وتم اختصارها في خبر من سطرين أو ثلاثة كحد أعلى. كما أن الإطالة تسبب الملل والضجر، لهذا نجد أن الكثير من القراء عندما يقرأون الموضوع يقرأون فقط سطور عدة، ولا يكملون الموضوع.
نجد أسلوب الاختصار متبعا عند غيرنا منذ زمن بعيد، فتجد صحيفة من ثماني صفحات، لكنها مكتنزة بعدد كبير جدا من الأخبار والمواضيع المتنوعة، لأن الأعمدة الصحافية ليست مختصرة فقط، بل مضغوطة، أما نحن فمقالة لصحافي مشهور نصف صفحة، وحوار مع شخصية مهمة تفرد له صفحة كاملة.

كاتب عراقي مقيم في بريطانيا