مؤتمر وارسو واحتلال الخليج…! شفافيات

18-02-2019

د. حمود الحطاب

أجمعت 60 دولة في مؤتمر وارسو على أن إيران مصدر الخطر في الشرق الأوسط. المؤتمر ضم بعضويته ايضا دولا عربية مع ممثلين عن الكيان الصهيوني برئاسة نتنياهو، رئيس وزراء الكيان المحتل لفلسطين.
واضح تماما أن الهدف من المؤتمرهو تجميع وكسب التأييد الدولي، ليس لضربة عسكرية توجه لمفاعلات إيران النووية وينتهي الأمر، فالمسألة أكبر من ذلك بكثير، فهذا التحضير الخطير يشبه التحضير لضرب العراق 2003واحتلاله وتغيير كل بناه، السياسية والدينية والاقتصادية، وتحكيم ايران فيه.
وما هو متوقع عقب هذا التأييد الدولي الكبير، الذي خالفته روسيا ومنظمة التحريرالفلسطينية، هو الحشد العسكري الأعظم بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، وسيكون الخليج العربي من أوله إلى آخره ساحة عظيمة لحشد عسكري نووي وكلاسيكي، لم يشهد التاريخ له مثيلا؛ وسيكون الكيان الصهيوني العسكري إحدى القوى العسكرية التي ستنفذ الطلعة القتالية الأولى ضد مفاعلات إيران النووية؛ وربما اعطيت ايران الفرصة للاعتداء على بعض دول الخليج العربي أو ضفافها البحرية، وبشكل تكتيكي مقصود بهدف قيام التحالف بالدخول الى كل دول الخليج بحجة حمايتها من الاحتلال الإيراني، وهذا هو كل المقصود من هذه الحرب الكونية العظيمة؛ وعلى افتراض تدخل روسيا عسكريا فسيتبع ذلك تدخل دول أخرى، مثل كوريا والصين، وهنا سيفلت زمام الأمر عسكريا، وستكون حربا عالمية شاملة، وربما استخدمت الأسلحة النووية على نطاقات مختلفة تدمر بشكل كبير، ولا تكون كتدمير هيروشيما ولا ناكازاكي، وربما كان الوضع أخطر من ذلك.
الكيان الصهيوني يكشف كل يوم عن استعداده لخوض هذه الحرب والمسألة جادة.
لايوجد استعدادات خليجية لمواجهة مؤكدة هنا، وما هو أبعد من كل ذلك هو بقاء القوات العسكرية الاجنبية بزعم تأمين الخليج العربي، وسيتم خلال وجود تلك القوات تغييرات ستراتيجية سياسية شاملة، وايديولوجية خطيرة، وسيكون الدين الإسلامي الصحيح هو أهم استهداف ستراتيجي لهذه الحرب.
هناك بدائل مشبوهة ستحل محل الدين الإسلامي يجهز لها منذ فترة وهي التوجه الصوفي الانعزالي بهدف ابعاد الدين الإسلامي عن دائرة المشاركة الحياتية والتأثير في القرارات الدولية.
هذه رؤيتي للموضوع، والخطر قادم لامحالة.

كاتب كويتي