اِنْتِشارُ السُلوك العُدْوَانِي في المجتمع حوارات

18-02-2019

د. خالد عايد الجنفاوي

يروج وينتشر السلوك العدواني في الحياة الاعتيادية في أي بيئة اجتماعية لأسباب مختلفة،منها بعض ما يلي:
عندما يروج في المجتمع ثقافة رفض الاختلاف والتعددية يؤدي ذلك إلى انتشار ردود الافعال العدوانية ضد من هو مختلف عن الاغلبية،أوعن الاقلية المؤثرة في المجتمع.
بعض منابع انتشار السلوك العدواني في البيئة الاجتماعية يتمثل في انتشار ظواهر المحسوبية والمحاباة الظالمة والتنفيع والشللية، وترسخ التفكير القبلي والطائفي والفئوي الاقصائي بين الناس.
يرتبط انتشار السلوك العدواني في أي بيئة اجتماعية بتوقف أو بعدم فاعلية الآليات الاجتماعية التقليدية.
أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب، وأنا والغريب على من هو أضعف منا!
عندما يروج في المدارس التنمّر وتُفتقد الاساليب العلمية المناسبة لمعالجته، فسوف يتحول جانب كبير من التفاعلات الاجتماعية الاعتيادية إلى ردود فعل وحشية وبطش متبادل بين المتنمرين.
عندما ينتشر كلام وأقوال وكتابات وسلوكيات الاستعلاء والتخوين في الولاءات الثقافية والوطنية في أي مجتمع،فسوف يتجرد كثير من أعضائه من سماتهم الانسانية الاساسية.
من تعوّد على الخضوع للوصاية الاخلاقية السلبية فلابد أن يتعامل لاحقاً مع بيئته المحيطة عن طريق سلوكيات عدوانية.
عندما يحرص بعض الآباء المشوشين على توريث أبنائهم أحقادهم الطفولية ضد الآخرين، فسوف يؤدي ذلك إلى ترسخ العدوانية تجاه كل من هو مختلف في عقول وقلوب أبنائهم الضحايا.
لا شأن للآخر الاجنبي والخارجي والغريب بترسخ وانتشار السلوكيات العدوانية بين أعضاء المجتمع الواحد.
كلما زادت مستويات النخبوية الاقصائية في المجتمع ترسخت ظاهرة الاستغراب عنه في قلوب وعقول الاجيال الجديدة.
كلما زادت الفجوات المعرفية والادراكية والنفسية والرقمية بين الاجيال القديمة والجديدة،ضَعُف الحوار العاقل بينهم، وربما يتم استبداله بما هو سيئ ومضر لكلا الطرفين.
إذا راج في المجتمع أساليب حياة متناقضة للغاية وانتشرت “ثقافة” وسلوكيات فرض اساليب الحياة الخاصة على الآخرين،زادت معدلات الرفض والعدوانية بين الافراد.
كلما تفاقمت ظاهرة التطبيل في المجتمع، زادت حرارة النقاشات العامة، فالنفاق لا يولد سوى نفاق وعدوانية مساوية له.

كاتب كويتي