«شاهد» وإثراء المحتوى.. المنافسة بين «إم بي سي» و«نتفليكس»

18-02-2019

يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد منافسة محتدمة في المنطقة بين مجموعة mbc ونتفليكس، المجموعتان الإعلاميتان الكبيرتان اللتان تحظيان بمشاهدة ومتابعة مرتفعة من قبل المشاهد في المنطقة ستدخلان في خط جديد في سبيل الاستحواذ على اهتمام الجمهور العربي.

مجموعة mbc قررت مؤخرا الدخول بقوة إلى سوق البث الرقمي من خلال إنتاج محتوى يراعي اهتمامات الجمهور العربي ويلبي رغباته، هذه المنافسة لن تكون سهلة بلا شك، وستضعها أمام امتحان واختبار حقيقي وصعب ستظهر نتائجه حتما بشكل مباشر على المشهد الإعلامي سلبا أو إيجابا في مواجهة شركة عملاقة بحجم نتفلكيس المهيمنة على سوق البث في المنطقة، كما سيكون لهذه المنافسة أثر في تقديم محتوى ومنتج جديد للمشاهد العربي، وهو ما تعمل عليه كبريات الشركات الإعلامية ضمن استراتيجيتها لتطوير وإثراء المحتوى ليلبي رغبات شرائح واسعة من المستخدمين عبر استثمار خدمات البث على الانترنت.

صحيفة فايننشال تايمز البريطانية ذكرت أن أكبر شركة إعلامية في الشرق الأوسط تعمل على توسيع خدمة بثها في محاولة منها لمنافسة نتفليكس في العالم العربي، مع توجه الحكومة السعودية للاهتمام بملف الإعلام.

كما رجحت أن تعين لـ mbc يوهانس لارشر، المدير التنفيذي السابق لشركة «هولو»، ليتولى ملف إدارة وتوسيع خدماتها الرقمية من خلال استثمار منصة «شاهد» وذلك عند الطلب، وتطوير المحتوى العربي فيها ليكون منافسا في الساحة.

تعمل المجموعة حاليا على إنتاج أفلام وعروض جديدة لإثراء خدماتها الرقمية، حيث يشمل بعضها برامج جديدة تتناول السير التاريخية للقادة العرب والحكايات التراثية الشعبية، ومن المتوقع أن تشتري مسلسلات متنوعة من بقية أنحاء العالم.

ما شجع المجموعة على الاستثمار في سوق البث الرقمي هو انتشارها الواسع في مجال الترفيه التلفزيوني العربي والذي تأمل في أن يسهم في اللحاق بخدمات نتفليكس ومنافستها وعدم ترك الساحة لهيمنتها.

إن من المهم أن تستثمر مجموعة الـ mbc بما تملكه من إمكانات كبيرة هذا الدخول القوي لساحة البث الرقمي ليكون ضمن استراتيجية إعلامية سعودية جديدة تنسجم وتهدف لإبراز صورة السعودية الصحيحة، ومواجهة الحملات الإعلامية المعادية للمملكة بعد إخفاق المنصات الإعلامية التقليدية مؤخرا في التصدي لها، ولا سيما أن نسبة المتابعين لقنوات مجموعة «إم بي سي» تقدر بنحو 140 مليون مشاهد، وهو رقم لا يستهان به إذا أحسن توظيفه واستثماره بالشكل الصحيح، لأن الإعلام عموما والقنوات الفضائية لم يعد تأثيرها محصورا في الترفيه، لكنها أصبحت أيضا سلاحا ناعما يمكن أن تستخدمه الدول في خدمة مصالحها.

nalhazani@