عاشت الكويت وخاب ظنُّ من عاداها قراءة بين السطور

16-02-2019

سعود السمكة

الله عليك يا كويت، لله درك يا وطن، أقسم بالله انا فخور انني كويتي، وعلى يقين بأن كل كويتي مؤسس هذا الوطن أو ابن مؤسس هذا الوطن أو حفيد مؤسس فخور كذلك، ولم لا؟ الاسبوع الماضي ذهبت لكي اقدم واجب العزاء للاخ مدير عام البلدية أحمد المنفوحي لوفاة والدته، اسكنها الله واسع جناته، فوجدت من ضمن الجالسين صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، والى جانبه سمو ولي العهد، حفظه الله، والى جانبهما سعادة رئيس مجلس الأمة، جالسين مع الناس، يتبادلون معهم الأحاديث الودية من دون ادنى تكلف أو ادنى مظاهر امنية، ولا اي شيء يوحي بأن هناك تأهبا او توجسا من شيء، وهو أمر إن لم يكن ليحدث في اي من دول عالمنا العربي، فإنه مستحيل، وان حدث فإن الوقت الذي يكون فيه موكب رئيس الدولة أو نائبه او رئيس البرلمان متوجها لتهنئة بزواج او عزاء، فإن المكان وقبل ساعات يخلى من المهنئين او المعزين قبل وصول الموكب بساعات ويستبدل بالحضور العناصر الامنية باللباس المدني، ويتم اغلاق جميع الطرق والشوارع المؤدية لمكان التهنئة او العزاء، ويا ويل من يعترض فإنه وقتها يختفي من الوجود.
في مرات كثيرة وبالذات في أوقات صلاة الجمعة يشاهد الناس سمو ولي العهد جالسا مع الناس في المسجد وحده، من دون ادنى حراسة. تجده إما ممسكاً كتاب الله يقرأ فيه، وإما منصتا للخطيب وهو يلقي على الناس خطبة الجمعة، وبعد الصلاة يستقل سيارته، يقودها لوحده من دون اي من المرافقين الامنيين.
لله درك يا وطن كم انا فخور بك، اقسم بالله، هذا لا يحدث الا في الكويت استثناء من سائر هذا الكون، ثم يأتي من يأتي ليحاول ان يزيل عنا هذه النعمة، ويطالب بكل وقاحة بتغيير هذا النظام. نعم أرادوا لهذا الوطن -الآمن المستقر المتسامح الذي ينعم بالخير والحكم الرحيم، ويتمتع بالحرية والديمقراطية والتعددية- أن يسقط في وحل ما سمي «الربيع العربي»، ثم يأتي من هو أوقح فيصفهم بالأبطال والمصلحين والمحاربين للفساد، ألا لا بارك الله فيهم، ولا لمن يصفهم بهذه الصفات.
يأتي الخبيث المجرم فيتفوَّه بأبشع العبارات على الحكم حين يقول بتحدٍّ سافر موجهاً هذه العبارات الوقحة الى الحكم»عدوا رجالكم ونعد رجالنا»، اي استعدوا للحرب المقبلة عليكم لتقويض حكمكم، وبعد هذا الفجور الذي لو تفوَّه به في اي بلد في العالم، حتى لو كان في بلد يتمتع بأعلى درجات الديمقراطية لضرب على رأسه، وتم اعتقاله على الفور، أما في دولنا العربية فما وراء الشمس اولى به هو ومن يصفه بالبطل، لكن في الكويت، في ديرة ابن صباح، وتحت ظل قائد الانسانية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، يذهب هذا الخبيث الى بيته وينام ملء جفونه، وتحيله الجهات القانونية الى دوائر القضاء، وتستمر محاكمته سنوات، وتتاح له محاكمة قانونية تؤمن له فيها كل الضمانات الضرورية ليمارس حقه في الدفاع عن نفسه، وخلال فترة محاكمته يسمح له بالترشح لانتخابات مجلس الأمة ويفوز، ويحصل على حصانة نيابية وجواز خاص، الى ان يقول فيه القضاء كلمته. آه يا وطن كم انت كبير وحاكمك بحكمته وحلمه يتعالى عن الصغير حين يفقد اخلاقه ويتطاول على الكبير، لانه حاكم يرأس نظاما تتوزع الحكم فيه سلطات ثلاث، فلا يتدخل احتراما لهذا النظام، ولأنه يرفض الظلم فيحيل كل حالة إلى سلطتها المختصة. نعم هذه هي الكويت الحقيقية، كانت وستبقى إن شاء الله عروس الخليج، فإذا كان قد تسرَّب لها من تسرب وزوَّر وازدوج فإنه لن يفلح، وسيأتي اليوم الذي ينكشف أمره، ويكون له القانون بالمرصاد.
عاشت الكويت، حكما وشعباً وحكومة، وخاب سعيُ كلِّ من أراد لها سوءاً.