الصين وتهديد عرش «تسلا»

16-02-2019
كارا ألايمو *

لا شك في أن شركة «تسلا» أحدثت من خلال المنتجات، التي طورتها وطرحتها في الأسواق، ثورة في عالم السيارات الكهربائية؛ لكن رغم المستوى المتقدم، الذي وصلت إليه، ورغم تربعها على عرش القطاع على مستوى العالم أجمع، فإن هنالك منافسة حامية تنتظرها من جانب عمالقة الصين، الذين دخلوا بقوة إلى إنتاج السيارات الكهربائية؛ بل إنها تمتلك ميزات تنافسية يمكن بها تخطي «تسلا» بكل سهولة.

من المؤكد أن «تسلا» سوف تعاني كثيراً للمحافظة على وضعها الريادي في مجال السيارات الكهربائية حول العالم، خاصة وأنها تعاني الكثير من الجدل المتركز على رئيسها التنفيذي إيلون ماسك، وخلافاً للصين وللمنتجين الآخرين من آسيا، فإن أوروبا تستثمر حالياً المليارات؛ لتطوير إنتاج السيارات الكهربائية فيها، كما أن التنوع الذي تمتاز به الشركات الصينية فيما يتعلق بعناصر الكفاءة، ومعدلات الإنتاجية، يعد بين أكبر المهددات، التي تدور حول وضع «تسلا» في السوق.

ويبدو أن التوجه العالمي حالياً لا يركز على المنتجين من الولايات المتحدة، والذين كان لهم السبق في تطوير هذا المجال، وهو ما يرجح فرضية الكثير من الخبراء بأن حجم الإنتاجية في كل من أوروبا وآسيا، من المتوقع أن يفوق حجم الإنتاج الأمريكي خلال السنوات القادمة، ناهيك عن أنها لا سوف تستحوذ على الحصة الأكبر من المبيعات؛ بسبب ارتفاع أسعار «تسلا» وغيرها من المنتجين الأمريكيين، مقارنة بالشركات الصينية والأوروبية.

بحكم متابعتي اللصيقة لتطورات هذا المجال، فقد اطلعت على العديد من الدراسات والتقارير، التي تشير إلى أن الصين سوف تسيطر على سوق إنتاج السيارات الكهربائية خلال السنوات المقبلة، علاوة على أن عدداً من تنفيذيي قطاع السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة يتفقون معي في هذا الرأي؛ ونظراً لصعوبات الإنتاج التي تعانيها «تسلا»، فإن الأوضاع العامة تصب أيضاً في مصلحة المنتجين الصينيين.

وقد استثمرت الصين مليارات الدولارات؛ لتطوير صناعة السيارات الكهربائية فيها، وعملت على تشجيع المنتجين؛ من خلال تقديم حزم دعم كبيرة، إضافة إلى دعم الراغبين في شراء تلك السيارات، إضافة إلى أنها حذرت صانعي السيارات التقليدية بأنه يتوجب عليهم تخصيص جزء من إنتاجها لصناعة السيارات الكهربائية.

ورغم أن «تسلا» تمتلك تقنيات حديثة تتفوق بها على الصين وأوروبا، إلا أنها تواجه الكثير من المشاكل في مراحل الإنتاج الأولية؛ حيث فشلت في تطوير بعض المراحل وجعلها أوتوماتيكية بالكامل، فضلاً عن أنه لن يكون في مقدورها ضمان سلاسة إنتاجيتها بالقدر الكافي.

* بلومبيرج