تواصل معطل

16-02-2019
راشد محمد النعيمي

الكثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية والهيئات تمتلك وسائل تواصل مع جمهورها وتفاخر بتعدد قنوات التواصل مع الجمهور والإجابة على استفساراته وحل جميع ما يعترضه من إشكالات، لكن ترى هل يحدث هذا؟ وهل تلك القنوات حية يجري تحديثها أولاً بأول؟ وهل تجد الطلبات والاستفسارات والشكاوى من ينظر إليها ويتجاوب معها ويرد على صاحبها في الوقت المناسب؟ أعتقد أن الإجابة متفاوتة وأحياناً لن تجدها وأنت تتصفح ذلك الموقع الذي رصدت له ميزانيات كبيرة بميزات تفاعلية عجزت فقط عن استمرارية التواصل واعتباره قناة مهمة ينبغي تقدير كل من يستعين بها والوفاء بالعهد والالتزامات التي ضربتها تلك المؤسسات في التواصل من خلال الموقع أو البريد الإلكتروني أو الاستمارات التي تم تخصيصها لذلك.
تلك الحال ذكرتني بما كان يحدث لصناديق الشكاوى والاقتراحات في الدوائر الحكومية التي كان الملاحظ أنها لا تجد من يعيرها اهتماماً، وتترك لأشهر من دون أن يتم تفريغها أو الالتفات لمحتواها من رسائل وآراء قد تكون قيمة تسهم في تطوير العمل أو تحمل تنبيهات من واقع الميدان عجزت الاجتماعات واللجان عن اكتشافها والتوصل لحلول لها، لكن يبدو أننا نفتقد التقدير لمثل هذه القنوات ونعتقد أنها غير ذات جدوى.
لو كانت قنوات التواصل فعالة وسريعة لاختفت الملاحظات والاتصالات في برامج البث المباشر وتحولت إلى إلكترونية من خلال هاتفك المتحرك، خاصة أن تلك المؤسسات تملك تطبيقات سريعة التجاوب بل إن بعضها يملك ميزة المحادثة الفورية، لكن هل جربت أن تستفيد منها أو تلجأ إليها؟ وهل حصلت على رد مباشر أو على الأقل خلال 48 ساعة في أيام الأسبوع المرتبطة بالدوام وليس في العطلة؟ ولماذا تخصص بعض الجهات استمارات في مواقعها للاستفسارات أو الطلبات الخاصة تجعلك تقضي وقتاً في كتابة بياناتك وأرقام التواصل معك ومن ثم سرد ملاحظاتك بالتفصيل ثم لا تجد من يرد عليك أو يلتفت لما كتبت ؟ ولماذا انعدمت الثقة في هكذا قنوات حتى باتت لا تجد من يلتفت إليها باعتبارها مجرد مظهر يدل على التطور لكنه غير مفعل على أرض الواقع؟
بلادنا والحمد لله تملك سمعة عالمية في الخدمات الإلكترونية والحكومية بل وأصبحت عاصمة لها يخرج منها كل جديد ومبتكر، لذلك من المستغرب ألا يتم الالتفات لأمر كهذا، ولا يتم وضع خطة تواصل مع الجمهور وضوابط التزام تجاه الجمهور يحترم وقتهم ويجيب عن تساؤلاتهم المختلفة ويعكس الالتزامات التي قطعتها تلك المؤسسات على نفسها بخدمة المتعاملين.
المطلوب من جميع المؤسسات توضيح العلاقة وسياسة التواصل لتعزيز الفائدة المتبادلة من هذه الأدوات فضلاً عن المحافظة على سمعتها والإجابة عن استفسارات المتابعين، بطريقة احترافية وفورية وفق ضوابط وسياسات استخدام أدوات التواصل الاجتماعي.

ALNAYMI@yahoo.com