مرحباً ثم مرحباً

16-02-2019
يوسف أبولوز


عندما تقول المسرح الكويتي بشعبتيه: الدراما والكوميديا.. فوراء هذه العبارة تاريخ وفنانون أصلاء، وفنانات عظيمات: سعاد عبدالله، عبدالحسين عبدالرضا، حياة الفهد، سعد الفرج، خالد النفيسي، إبراهيم الصلال، علي المفيدي، هيفاء عادل، مريم الغضبان، غانم الصالح، داوود حسين، وغيرهم وغيرهن من نجوم الفن الراقي في الكويت.

عدد من هؤلاء أصحاب النجومية والنخبوية الفنية والمسرحية بيننا الآن في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي ضيوفاً أعزاء وفنانين محترمين كل واحد منهم وراءه تراث مسرحي يعتز به كل عربي من شرقي وطننا الكبير، وحتى مغربه.

تربينا على الكوميديا الكويتية الراقية والجمالية والإنسانية منذ سبعينات القرن العشرين وحتى اليوم. نشأنا على فن حقيقي نظيف أنتجه مبدعون كويتيون كبار يستحقون الاحترام والتكريم والتحية في هذه المناسبة المسرحية في الشارقة عاصمة أبي الفنون وعاصمة كل ثقافة تعايشية تسامحية، وكل فكر إنساني تنويري.

جديرون سادة وسيدات المسرح والفن في الكويت بكل تقدير ومحبة، فهم مبكراً، زرعوا في نفوسنا وقلوبنا وأرواحنا ثقافة إنسانية في الدرجة الأولى؛ وذلك عندما تلتئم العائلة مساءً أو ليلاً على مسلسل أو برنامج أو مسرحية أو سهرة تلفزيونية؛ حيث الروح الخليجية الحلوة واللهجة المحلية الشعبية التي أصبحت من خلال الفن المسرحي الخليجي ورموزه ونجومه ورواده «لغة» موحدة للوجدان العربي وللروح العربية الصافية.

هذا، إذاً، هو جوهر المسرح.. أن يوحد ويجمع ويؤالف بين أبناء الوطن العربي الواحد، وقد تحققت هذه الألفة الشعبية العائلية بالفن، وهو ليس أي فن؛ بل الفن النابع من القلب؛ ولذلك، فهو يجد طريقه إلى القلب.

مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي يحقق أيضاً معنى العائلية الخليجية، ويحقق معنى ثقافة «الأنسية الجديدة» التي أشار إليها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، والمهرجان الذي أصبح اليوم عيداً مسرحياً عربياً خليجياً وضع له خريطة طريق منذ أولى دوراته؛ وذلك عبر مجموعة من الأهداف منها على سبيل المثال: المساهمة في تنشيط وتطوير الحياة المسرحية، وتنمية ونشر الوعي المسرحي، والوقوف على أحدث الإنتاجات في المسرح الخليجي.

في هذه الدورة من المهرجان نشاهد مسرحاً خليجياً له هوية وخصائص وملامح مكتسبة من المشتركات التاريخية، والقيمية، والأخلاقية والشعبية، ولكن هذا المسرح الخليجي في الوقت نفسه ليس مفصوماً أو مفصولاً عن عمقه العربي، وثقافته العربية.

لقد بدأت في هذه المادة بتحية المسرح الكويتي، وفي الوقت نفسه كل كاتب عربي يعرف قيمة الفن النظيف لا بد أن يحيي كل مسرح في العالم ينهض على قيم الخير والجمال والمحبة.

yabolouz@gmail.com