تحدي العصر والقمة العالمية

16-02-2019
شيماء المرزوقي

اختتمت يوم الثلاثاء الماضي القمة العالمية للحكومات، والتي تعد أكبر تجمع حكومي من نوعه على مستوى العالم، وتهدف لاستشراف آليات واستراتيجيات جديدة للعمل الحكومي. وفي دورتها السابعة، شهدت مشاركة واضحة من مسؤولين حكوميين ومن مفكرين وباحثين وخبراء جاؤوا من أكثر من 140 دولة من مختلف حكومات العالم.

جمعت الإمارات هذه النخب الحكومية والعلمية في عادة سنوية للبحث في آخر الاستراتيجيات والخطط لتطوير واقع الإنسان وحياته. وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «القمة العالمية للحكومات هي محطة معرفية للمسؤولين الحكوميين والخبراء ومصممي مستقبل العمل الحكومي، ثلاثة أيام من أعمال القمة العالمية للحكومات شكلت منصة للقاء قادة الدول والمنظمات العالمية، وعقد الشراكات، وإطلاق المبادرات التي ستسهم في صياغة مستقبل عمل حكومات العالم. إن مخرجات القمة العالمية للحكومات يجب أن تشكل أطر عمل للسياسات والاستراتيجيات المستقبلية في العمل الحكومي والمؤسسي. مهمة الحكومات لا تتوقف على خدمة مواطنيها اليوم، وإنما مواكبة كل التغيرات المتسارعة والاستعداد للمستقبل، نحن نعيش مرحلة تاريخية، ونقطة تحول في العمل الحكومي، وعلينا الاستعداد للقادم بالعلم والمعرفة وتوحيد الجهود الدولية. عندما يكون مستقبل الإنسان هو الأهم.. تتحول الجهود من حكومية فردية إلى دولية لخدمة كل الإنسانية».

وكما هو واضح فإن هذه القمة وجهت أنظار العالم بصفة عامة وصناع القرار بصفة خاصة، نحو دورهم في التنمية البشرية التي باتت أعظم وأكبر، حيث تجاوزت تقديم خدمات وتسهيل حياة مواطنيهم وشعوبهم، إلى مهمة أكثر محورية وأهمية تتعلق بالعمل للمستقبل. الواقع الذي نعيشه في هذا العصر المتوهج بالتقنية والتطورات المهولة يوضح هذه الحالة، يوضح أن الحكومات التي لا تعمل وعينها على المستقبل ستكون متعثرة وستسقط في اختبار الاستعداد وسيكون اقتصادها هشاً ضعيفاً لن يقوى على مواجهة المنافسة وقوة الإنتاج.

لقد أسست القمة العالمية في دبي، لقاعدة تنموية جديدة تتعلق بالمستقبل والعمل فيه ومن أجله، وهو ما يعني تجاوز الحاضر وآليات العمل التي كانت سائدة. وهذا الجانب تحديداً تطبقه حكومتنا وتعمل وفقه، وأعتقد أن أي حكومة تريد كسب رهان التنمية وتحقيق النمو والمكانة العالمية، يتطلب منها العمل وفق هذه العقلية وهي أن تعمل بروح وتقنيات عشرة أعوام قادمة، وليس الوقت الحالي، هذا هو تحدي العصر الراهن وقد كانت القمة وكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد واضحة في هذا السياق.

Shaima.author@hotmail.com

www.shaimaalmarzooqi.com