نحن وأوبرا وينفري و«كفرناحوم»

16-02-2019
مارلين سلوم

أيام قليلة تفصلنا عن «الأوسكار»، الحفل الذي ينتظره كل أهل الفن وعشاقه، ويترقبه العرب، وخصوصاً اللبنانيين هذه المرة بكثير من التفاؤل، آملين أن يحمل لهم الفوز الأول في تاريخ السينما العربية، والفوز الأول من خلال نادين لبكي، مؤلفة ومخرجة «كفرناحوم».
شريكتنا في انتظار هذا الحدث وبنفس اللهفة، الإعلامية الرائعة أوبرا وينفري، التي باتت أهم من يروّج لـ «كفرناحوم» ويدعمه بقوة. فمنذ أن شاهدته، ووينفري تشيد بالعمل كقطعة فنية «إنسانية» نادرة ومميزة. عبر صفحاتها على التواصل الاجتماعي وخصوصاً «انستغرام»، تدعو الجمهور لمشاهدته، وبعد أسابيع تنشر صورة لها مستقبلة نادين لبكي وزوجها المنتج خالد مزنر.
«سيدة الإعلام» اليوم إن صح التعبير، تكتب بعفوية عن سعادتها باستقبال ضيفيها، وتطلق على لبكي «المخرجة المبدعة» مشددة على مدى إعجابها بالفيلم ودعوة الناس لمشاهدته. هكذا ببساطة، وبمنتهى الصدق والشفافية، تتفاعل مع عمل يحمل رسالة إنسانية مهمة جداً، وصلت إلى قلبها، تركت أثراً ما، فخرجت لتعلن عن إعجابها.
إنه دعم مطلق لعمل يستحق، بلا أي حسابات «ضيقة» أو «محسوبيات» وتعقيدات نصادفها كثيراً في عالمنا العربي للأسف. لا تشكيك بنوايا الإعلامية وبانحيازها إلى لبكي، فهي لم يسبق أن التقتها، ولا معرفة شخصية بينهما.
وما الغريب في الأمر؟ ولماذا تستوقفنا إشادة وينفري؟ لأننا نعرف مكانة هذه الإعلامية وجماهيريتها وعدد المعجبين بها حول العالم، والبعض يعتبرها «أيقونة الإعلام». ولأننا نعرف مدى دعمها لكل ما هو مميز ومختلف، ولكل عمل إنساني يسلط الضوء على معاناة المنبوذين والفقراء والأطفال المعنفين حول العالم.
يهمنا أن تصل أعمالنا إلى العالمية حاملة معها قضايا مهمة، وصورة جميلة عن الإبداع والفن والقدرة على المنافسة بجدارة. ويهمنا أن تصل الكلمة على جناح فيلم سينمائي، فيتلقفها الغرب وتترك أثراً طيباً فيه.
يهمنا أيضاً وأيضاً، أن نشاهد فيلماً بحجم وقيمة «كفرناحوم» في كل الصالات والدول العربية، فكيف نحكي عنه وعن مضمونه، ونحن لم نعش أحداثه بعد؟ أفلا يستحق هذا الانتشار في محيطه والمنطقة التي انطلق منها؟ لا بأس أن ينتشر عالمياً أولاً، لكن هل علينا أن ننتظر فوزه بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي، حتى تسرع الصالات لعرضه خارج حدود لبنان؟ هو يحمل اليوم 22 جائزة من ضمنها جائزة لجنة التحكيم في مهرجان «كان السينمائي الدولي»، و26 ترشيحاً، وما زال الجمهور في الإمارات ينتظره بشغف، ويتساءل: ألا نستحق أن نرى هذا الإبداع اللبناني- العربي ونتباهى به، بينما تعرض أفلام أقل منه قيمة ونجاحاً، وتستمر لأسابيع، ومنها الأفلام الأجنبية التي تصلنا أولاً بأول، بل نكون أول من يشاهدها عربياً، وأحياناً يسبق عرضها محلياً موعد انطلاقها في دول أوروبية؟!

marlynsalloum@gmail.com