“أبلتي ولعبة الببجي”!

14-02-2019

محمد خلف

قبل كم يوم عزمني واحد من الربع على عشاء بيته الجديد”يا عله منزل مبارك” قالها الشايب، ثم أضاف:” وبما أني ما اعرف العنوان وصفه لي، وباليوم الموعود ركبت سيارتي متوجه لحفل العشا، واول ما وصلت للمكان الموصوف، شفت زحمة سيارات عند احد البيوت، نزلت من سيارتي ودخلت البيت حالي حال اللي يدخلون!، واول ما دخلت الدخله القشرا، تفاجأت بان البيت اللي دخلته طلع مدرسة للبنات(…) غير بدل ياحجي، وانا أردد معقولة ان المدارس ماهي كافيتهم وفتحوا مدارس ليلية بين البيوت، وعندها انسحبت انسحاب تكتيكي، وانا اضرب أخماس بأسداس من اللي شفته”؟
الرجل:” يا حجي هذا معهد تقوية للناس اللي ماعندها قدرة تجيب لها مدرسين خصوصيين لعيالها، وانا للاسف واحد منهم، لان بصراحة عايش على قدي، عندي موتر صغير وعندي بويت، بميزانية مخرومة، والمدرسين الخصوصيين غالية أسعارهم بالحيل”!
الشايب:” وش دور المدرسين بالمدارس، كمالة عدد، هم راحوا وين؟ مع أني اسمع عنهم ان عندهم كوادر مالية كبيرة، لدرجة ان اللي يبي يتزوج جديد يدور له مدرسة تدفن فقره وتسفره سنويا، ما أقول الا كان الله بعون ارباب العوائل، هم يلقونها منين، من الغلاء، ولا تراكم الديون، ولا تصليح سياراتهم بدبايات الكويت المتقشره”؟
المعاق:” للاسف المناهج ماتساعد احد، لا طالب ولا مدرس، لانها صارت صعبة واعتمادها على الحفظ، بغبغانات، من دون تأسيس الطلبة وهذي هي المشكلة”.
الشاب:” وغير اللي قاله اخوي، بعض المدرسين، هداهم الله، مطنشين شغلهم وتلقاهم مشغولين بهواتفهم، وبهذه المناسبة راح انقل لكم ما قاله لي ولدي، فتيني، اللي بالابتدائي.
جاني بيوم وقال: يبه تصدق ان الأبله باغلب الوقت ماسكه تليفونها ومطنشتنا، وبيوم من الايام لقيتها تلعب لعبة ببجي بعد ان لكشتها بطرف عيني!
قلت له: تلعب بالحصه ومنيره وامل؟
قال: ان شاء الله عيوني تأكلها الدود ان كنت جذاب.
قلت: مصدقك يا وليدي سلامة عيونك.
وبعد كل هذا، ما تبون الناس تتزاحم على المعاهد والمدرسين الخصوصيين، ما أقول الا الله يعين الآباء بمصايب وزارة التربية اللي مالها حل”؟
الشايب:” وين الخبير هذا؟ وقتك نبي منك نبذة مختصرة عن اللعبة اللي يقول عنها ولد ولدنا المصون”!
الخبير:” بصو ياحضرات، لعبة ببجي، اول حاجة اللعبة ديت تنمي روح القتل عند الانسان، وتخليه شراني اوي…اوي، وهي للاسف كل الأعمار تلعبها، لدرجة ان الواحد يقفل التلفون بوش اَهله في سبيل انه يكمل لعب!
وغير كدا، وانت بتلعب مع الغروبات، مش غريبه انك تسمع لاسلكي وزارة الداخلية، وهو بيقول سين واحد…سين واحد… حول.
وياليتها على الداخلية كما،ن تسمع من خلالها مناداة بتوع الإسعاف، والمطافئ، وأجراس المدارس، وكلكسات العربيات بالشوارع!
بالعربي والقادسية لعبة ببجي هوس مالوش حد، ومعاها مش هتقدر تغمض عينيك، ربنا يبعدنا ويبعدكم عنها! ومن خلال ديوانكم العامر ارجو من وزارة التربية الموقره، مراجعة الكوادر المالية العالية، مدام الجماعة مش بتعمل حاجة بالمدارس، مش معقول أبدا تدي رواتب ضخمه لبعض المدرسين اللي ما يخافوش ربنا بعملهم، وبمناسبة الكلام عن المدرسين ياليت يتعاد تقيمهم طول الموسم الدراسي اللي مش نافع يحرموه من الكادر”!
المتمولس:” يسمونها خلية نحل، ويحشونها جبنة حتى مصداقية بالأكل مافيه”.
وفي هذه الاثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر.

كاتب كويتي