المراوغة والالتفاف

18-01-2019

مازالت المفاوضات بين الشرعية اليمنية وميليشيا الحوثي تراوح مكانها رغم كل الجهود الدولية التي تبذل لإحيائها، فليس أكثر من استهداف تلك الميليشيا لموكب البعثة الأممية والخروقات الدائمة التي ترتكبها منتهكة بذلك التزاماتها الموقعة في ستوكهولم مما يعني استخفافاً بالقانون الدولي الذي لا يعني شيئاً لتلك الميليشيا المارقة التي تمعن في إذلال الشعب اليمني وتحاربه في قوت يومه وترمي بشبابه في أتون حرب تجعل منهم وقودها.

وما أدل على استخفاف الحوثي بالقرارات الأممية إلا تنصله من اتفاق ستوكهولم ليس بالقول وإنما بالفعل بعدم تطبيق بنوده التي التزم بها بعد الالتزام بالاتفاق عدا ما يتعلق بالهدنة في الحديدة حسب المبعوث الأممي مارتن غريفيث، ولكن هذا ليس كل شيء، فاليمن يعيش أزمة إنسانية تسبب الحوثي فيها بمنعه وصول المواد الإغاثية إلى مستحقيها ومصادرتها بل وبيعها في السوق السوداء وكأنه بذلك يعاقب الشعب اليمني الذي يحاول أن يظهر أمامه بصفة المنقذ وهو في حقيقة الأمر من أدى إلى تفاقم الأوضاع في اليمن وأوصلها إلى ما وصلت إليه من سوء بتبعيته للنظام الإيراني الذي يستخدم الميليشيا كذراع له تنفذ مخططاته بحذافيرها ضاربة عرض الحائط بكل مصالح الشعب اليمني، فتلك الميليشيا ليست سوى أداة في أيدي النظام الإيراني يحركها كيف شاء ويفعل بها ما شاء، فهي لا تتمتع بأي قاعدة شعبية في اليمن يمكنها الاعتماد عليها، كل اعتمادها مبني على الترهيب والتخويف بالحديد والنار كما علمها سادتها في طهران.

نتمنى أن تؤدي مفاوضات ستوكهولم، حال تنفيذها، إلى الوصول لما يوقف الحرب التي تسبب الحوثي في اندلاعها بانقلابه على الشرعية، ولكن ذلك لن يكون طالما اعتمدت تلك الميليشيا المراوغة والالتفاف كمنهج في التفاوض، فهو لن يفضي إلى شيء.