هل تبحث عمّن يشبهك لتوظيفه؟

تحرص المنظمات على استقطاب الكفاءات التي تملك القدرة على الإضافة، هذا الاستقطاب يخضع لمعايير التأهيل والخبرة والإنجازات. ما يحدث في بعض القطاعات العامة والخاصة على مستوى العالم أن بعض المديرين يطبقون في مهمة الاستقطاب معايير غير مهنية.

من هذه المعايير المعرفة الشخصية، أو عدم رغبة المدير في استقطاب من يتفوق عليه، أو تجنب استقطاب شخص مختلف في تفكيره، الجانب الأول لهذا الموضوع هو الواسطة.

يقول مؤلف كتاب (10 نصائح للقيادة في الشرق الأوسط) الدكتور تومي وير: "ممارسة المحاباة أو مفهوم وقاعدة توظيف الناس الذين يشبهوننا أكثر، هو واقع عملي ومريح جداً، فكرة المحسوبية أو المصطلح العربي "الواسطة" التي تظهر التحيز للأصدقاء والمعارف من خلال تعيينهم في مناصب السلطة بغض النظر عن مؤهلاتهم هي ليست ممارسة جديدة ولا ينفرد بها الشرق الأوسط).

هذه شهادة بأن الواسطة هي قضية عالمية وليست من اختصاص الشرق الأوسط. هذا لا يبرر استخدامها على حساب العدالة، الجانب الآخر لهذا الموضوع لا علاقة له بالواسطة وإنما بحث المدير عن شخص يتفق معه في كل شيء، يحدث هذا حتى في عالم السياسة وفي دول متقدمة وتقع في مراكز القيادة الدولية، يؤكد ذلك أن استقالة بعض المسؤولين في هذه الدول ترجع حسب تصريحاتهم إلى الوصول إلى نقطة الاختلاف في الرأي بين الرئيس والمرؤوس وعدم تقبل الرئيس لرأي آخر.

صحيح أن الرؤية المشتركة ضرورية، وأن القائد يحرص على وجود فريق عمل يشاركه الرؤية، لكن القائد بحاجة إلى استثمار فريق العمل والاستفادة من تعدد الآراء التي تتيح له خيارات متعددة تساعده على المقارنة واتخاذ القرار المناسب.

الخطأ الكبير في هذا الموضع أن يتبنى رئيس الفريق رأياً بسبب صاحبه وليس لقناعة بسلامة الرأي وحيثياته، الخطأ الآخر حصر المشاركة وفرص إبداء الرأي والإبداع في دائرة ضيقة.

عبرت عن هذه النقطة بوضوح المستشارة في مسائل القيادة السيدة مارتال فيني: (لطالما حصر القادة مسؤولية الإبداع على العاملين الذين ينصب عملهم على مجال ابتكار الأفكار الجديدة، ولذلك فمن الطبيعي أن نفترض أن أهم الأفكار المدهشة والمبدعة تنبع من أقسام الأبحاث والتطوير وأقسام الأعمال أو حتى من أقسام خدمة العملاء. ولكن مع تزايد الوعي بما يتمتع به العاملون الملتزمون من مزايا، توصّل المديرون إلى أن الإبداع لا يقتصر على المختصين بتقديم الأفكار الجديدة فحسب، ولكنه ينبع أيضاً من العاملين الذين يحبون العمل، الذي يقومون به بغض النظر عن طبيعة العمل الأساسية.

سؤال المقال: هل ستجد الإبداع فيمن يشبهك فقط؟.