طائرات المستقبل.. كيف ستكون؟

17-01-2019

نعيش في عصر السرعة وتزايد معدل السفر وازدياد عدد المسافرين في كل أنحاء العالم. وأمام تزايد حركة الطيران العالمية في العقود المقبلة، فإن العالم يواجه المزيد من التحديات لنقل أعداد كبيرة من المسافرين. ومن المتوقع أن يصل عدد المسافرين إلى نحو 16 مليار مسافر في العام 2050 حسب المنظمة الدولية للنقل الجوي، وهذا الرقم يعادل ستة أضعاف العدد الحالي للمسافرين تقريباً. ولهذا تجد معظم شركات الطيران أنها أمام وضع لا مفر منه وهو الاستعداد لتجهيز طائرات جديدة ومتطورة. فلذلك لابد من صنع طائرات أكبر من الإيرباص A380 وتحمل عدداً أكبر من المسافرين، وإعادة النظر في طريقة التصميم، بالإضافة إلى زيادة السرعة واستهلاك الوقود والمواد المصنعة للطائرات في المستقبل.

وقد قامت بعض شركات الطيران فعلاً بدراسة برامج بحث تهدف إلى إحداث تغيير شامل في الطيران المدني.

وهناك مساران رئيسان: أحدهما يركز على طائرات أقل تلويثاً للبيئة وأكثر اقتصاداً للطاقة، بينما يركز الآخر على سرعة الطيران. ويبحث المسار الأول في إمكانية خفض استهلاك الوقود إلى النصف، وانبعاث أكاسيد النتروجين إلى الربع، وتقليل الضجيج عند الانطلاق وعند الهبوط. وقد كشفت شركات كل من بوينغ ولوكهيد مارتن ونورثروب غرومن مشروعاتها المتمثلة في مسودات طائرات صممت في مرحلة أولى من أجل نقل 224 مسافراً على مسافة 15000 كلم بسرعة أقل قليلاً من حاجز الصوت (0.85 ماخ). وقد ظهر أن شركات صناعة الطائرات الأميركية الثلاث تخلت عن التصميمات القديمة.

ومن ضمن التصميمات الحديثة التي من المتوقع دراستها ما يسمى بالجناح الطائر، حيث يشكل الأنبوب المركزي للطائرة والأجنحة قطعة واحدة. وتقدم الأجنحة الطائرة أفضل مردود ديناميكي هوائي من أجل حجم داخلي كبير وكتلة بنيوية منخفضة. وبذلك يمكن نقل عدد أكبر من الركاب مما تستوعبه طائرة الإيرباص A380. ويمكن أن تحتوي هذه الطائرات على مقاعد ما بين 525 إلى 852 مقعداً. وتستطيع هذه الطائرات أن تخفض المسافة اللازمة للانطلاق وتقليل ضجيج المحركات، التي ستكون فوق سطح الطائرة وليس تحت الأجنحة. أما نموذج لوكهيد مارتن فقد تجاوز بعض المشكلات في صناعة هذه الطائرات من خلال عمل أجنحة على شكل موشور سداسي تنغلق على نفسها حول جسم الطائرة، مما يسمح بخفض القوة المضادة لتحرك الطائرة، وبالتالي خفض استهلاك الوقود بشكل كبير.

ولا شك أن هذه النماذج ونماذج غيرها سوف تكون ضمن الأفكار التي يتوقع الخبراء أن يتم تصميمها لطائرات المستقبل.