منيرة موصلي.. فناً وإنسانية

17-01-2019

في العام 1979 قدِمت الفنانة منيرة موصلي إلى المنطقة الشرقية كموظفة في شركة أرامكو السعودية، كانت قد أنهت دراستها الفنية في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة ثم عملها في تعليم الفنون، بعد فترة قصيرة من قدومها للمنطقة بدأت انطلاقتها الفنية بالمنطقة عندما أسست وأشرفت على مرسم فنانات الدمام مدربة وموجهة، انضم له حينها عدد من الشابات، وفي أوائل الثمانينات كانت أولى مشاركاتها الجماعية بالمنطقة في أحد معارض مكتب رعاية الشباب، وكان يشرف على تنظيمه الفنان فيصل السمرة، تعرفت عليها عن قرب في تلك الفترة إلى أن تزاملنا في معارض جماعة أصدقاء الفن التشكيلي الخليجي منذ 1985 ولقرابة العشرة أعوام، كانت منيرة الفنانة والصورة المثلى للفنانة التشكيلية السعودية بثقافتها ومستوى فنها وصورتها المشرقة التي لفتت الأنظار بقيمتها الريادية التجديدية والفنية، تواصل دورها ونشاطها فأقامت أول معارضها في الخبر، ترك الأثر في قاعة إنماء، ونشطت خارجياً وداخلياً في مشاركات وتكريم وتنظيم معارض، فكرمت في بيروت، ورشحت لتصميم ملصق أرضي وناسي، ومشاركتها بتنظيم معرض من أجل أطفال غزة الذي رعته وزارة الثقافة والإعلام. تقاعدت من أرامكو وتفرغت للفن لتقيم نشاطاتها ومعارضها في البحرين التي اختارت الإقامة فيها، واستمر تواصلها مع بعض فناني المملكة وأنشطتها، وآخرها في مناسبة تكريم الرواد التشكيليين السعوديين الذي نظمه قبل أشهر معهد مسك للفنون بالرياض، وقبل ذلك إقامتها معرضها الشخصي الاستعادي في حافظ جاليري بجدة، يمتد فنها وتتواصل إنسانيتها وهي تخصص معارضها للألم الإنساني في كل مكان، فلسطين والعراق وإفريقيا وغيرها، وتخصص كل معرض لجانب إنساني، كما ويمتد ذلك لأصدقائها، وكانت آخر محادثاتي معها عن فكرة طرحتها، كنا نتناقش حول برنامجها لتكريم أو الاحتفاء بصديق الفن طه صبان الذي مر بحالة صحية قبل أشهر، رحم الله منيرة موصلي فقد كانت فنانة رائدة ومجددة، قدمت لساحتها أعمالاً ومشاركات ودوراً ريادياً منذ أول مشاركاتها العام 1968.

  • كاتب وفنان تشكيلي

عبدالرحمن السليمان