133 شاعراً وشاعرة في الإمارات

18-01-2019

يوسف أبولوز

تنتهي اليوم، في الشارقة، فعاليات مهرجان الشعر العربي الذي أقيمت أماسيه، على مدى أسبوع، بين قصر الثقافة والجامعة القاسمية في الشارقة، وقرأ في المهرجان (الدورة 17) 32 شاعراً وشاعرة من بلدان عربية عدّة، وتابعنا خلال تلك الأمسيات أكثر من أسلوب وأكثر من لغة شعرية قائمة على أصول ديوان العرب:.. العمود والتفعيلي فضلاً عن طبيعة أجيال الشعراء، فمنهم من هو فوق السبعين من العمر مثل الشاعر المكرّم في هذه الدورة محمد محمد الشهاوي، ومنهم من هو شاب عمراً وشعراً. والمهرجان، أيضاً، كرّم سيف المرّي الشاعر الأصيل صاحب اللغة الدّافئة الهادئة الحاضر في المشهد الثقافي الإماراتي منذ الثمانينات وحتى اليوم.

غداً، وفي أبوظبي، نحن على موعد آخر مع مهرجان شعري عربي أيضاً يقرأ فيه 41 شاعراً وشاعرة، وهؤلاء الشعراء الضيوف على الإمارات يقرأون في مهرجان ناصر جبران الشعري، وهي مبادرة كريمة نبيلة تحمل معنى الوفاء لروح كاتب إماراتي من جيل المؤسسّين لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وهو أيضاً قبل ذلك علم أدبي في القصة القصيرة وفي الشعر، وحضوره في المهرجان هو حضور الغائب الذي ترك أثراً أدبياً ماثلاً في الذاكرة الثقافية الإماراتية.

بعد غدٍ (الأحد) يقرأ في الشارقة 60 شاعراً وشاعرة من 17 بلداً عربياً في إطار الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الشعر الشعبي، وعلى مدى أسبوع سنكون في قلب إشراقات فن شعري موازٍ للشعر الفصيح، وأكثر من مرّة يُشار إلى أن الشعر الشعبي (النبطي) يحمل في الكثير من نصوصه مفردات فصحى، والشعر هو الشعر بمعناه البلاغي والجمالي والثقافي سواءً أكان شعبياً أم فصيحاً، وبالقليل من التدوير الذكي يمكن تحويل قصيدة شعبية إلى قصيدة فصحى.

نتحدث، إذاً، وفي بحر 15 يوماً عن 133 شاعراً وشاعرة من أقطار عربية قرأوا في الإمارات، والتقوا في الإمارات، وعاينوا عن قرب حقيقة المشهد الثقافي الإماراتي ومكوّناته المحلية والعربية والعالمية من الشعر إلى المسرح إلى الترجمة إلى الفنون البصرية العربية والإسلامية والعالمية (بينالي الشارقة، ومهرجان الفنون الإسلامية).

الإمارات وطن الشعر العربي وبيئته الثقافية الحاضنة لأشكاله وشعرائه ورموزه القديمة والجديدة، وما من استعلاء أو استكبار في هذا الرأي، فنحن على الأرض وفي أسبوعين نذهب إلى ثلاثة مهرجانات للشعر، الفن العتيق الجديد الحامل لروح اللغة العربية.

الشعر ديوان العرب، وهو أيضاً، ديوان العالم. فن كوني يشبه الموسيقى التي توحّد شعوب العالم في لغة الموسيقى التي يفهمها الشمالي كما يفهمها الجنوبي، ويتذوّقها الغربي كما يتذوّقها الشرقي، وفي الشعر روح موسيقية تحتفي بالحياة والعالم والإنسان، وأحياناً، من دون حاجة لترجمة الشعر عندما يكون إنسانياً تماماً، فنشعر به من خلال إيقاعه وصوته وإلقائه إن كان شعر الغرب أو شعر الشرق.. إن كان شعر الشمال، أو، شعر الجنوب، حيث الإنسانية تلغي الجهات والحدود والجنسيات.

yabolouz@gmail.com